كيف أثق في الناس

كيف أثق في الناس

الثقة

الثقة، ضرورة من ضرورات الحياة، وحاجةٌ أساسيةٌ للقدرة على التواصل مع المجتمع والناس، فبغير وجود الثقة المتبادلة، يدخل الشك إلى القلب والعقل، ويصبح التواصل ضرباً من المستحيل، حيث تشوبه الكثير من الأمور التي تُدخل الإنسان في حيرةٍ كبيرةٍ، وتجعله غير قادرٍ على المضي في طريقه.

غياب الثقة يزرع الخوف في النفوس، ويمنع الشخص من التقدم ولو لخطوةٍ واحدةٍ، كما أن غيابها يجعل الشخص متردداً، لا يعرف أي قرارٍ يتخذ، ويزرع في قلبه العديد من المخاوف في تعامله مع الآخرين.

الثقة ليست مسألةً طارئةً في حياتنا، وإنما هي استمرارية ضرورية لمجموعة كبيرة من الأفكار والتخيلات التي نرسمها في حياتنا، تجاه المجتمع ككل، وتجاه الأشخاص منفردين، ومن الضروري أن نبحث عمّن يزرع الثقة فينا، ونحاول أن نعزز الشعور فيها، كي نرتاح، ونصبح قادرين على إنجاز مهماتنا، والراحة في حياتنا دون خوفٍ أبداً، لأن الشخص الشكاك، الذي لا يثق في أي شيء، يعيش في تعبٍ واضح، ويصيبه إرهاق في المشاعر، لدرجة أنه يشعر بالضياع.

كيفية الثقة في الناس
  • الحرص على اختيار الأشخاص الصادقين، المحبين للخير، والذين لا يضمرون الشر، وذلك باستفتاء القلب، فكما يقولون أن قلب المؤمن دليله، فمن يرتاح له القلب، هو في الغالب شخص يستحق الثقة، " استفت قلبك ولو أفتوك ".
  • تجنب الاختلاط العميق بالناس، وعدم توسيع العلاقة معهم كثيراً، وتخفيض سقف التوقعات، كي لا نُصاب بالخيبة، ونضع اللوم على أنفسنا، ونفقد ثقتنا فيهم.
  • منحهم الثقة المناسبة التي تكون في مكانها، لأن من تثق به، يثق بك بالضرورة، ولا يمكن للناس أن يثقوا بشخصٍ لا يمنحهم الثقة، لأنها مشاعرٌ متبادلة.
  • التخلص من الوساوس النفسية الداخلية، والابتعاد عن التفكير في أن جميع الناس يدبرون المكائد، لأن التعميم خاطئ، فبعض الأشخاص يستحقون الثقة، ويصونونها.
  • التحلي بالتفاؤل، والابتعاد عن التشاؤم، لأن الشخص المتشائم يرى جميع الناس أشراراً ولا يستحقون الثقة، وهذا مقياسٌ خاطئ لتقييم الآخرين.
  • عدم الخلط بين الحذر من الناس، وعدم الثقة بهم، فالحذر واجب، لكن الثقة بالناس أمرٌ ضروريٌ كي يتم التواصل مع الآخرين بأريحية، ودون خوف، مع الحفاظ على شعرة العلاقة من القطع، بعدم تعميقها كثيراً، وعدم تركها سطحية.
  • الاهتمام بالظاهر، وعدم إرهاق القلب والعقل في فهم بواطن الآخرين، فلكلّ شخصٍ عالمه الخاص به، ونحن لنا ما يظهر من هذا العالم.
  • إخلاص النية لله تعالى، والتعامل مع الناس بصفاء النية، ونقاء السريرة، لأن صاحب النية السليمة، ينجيه الله تعالى من جميع المكائد، ولا يجعله عرضةً لخيبات الثقة بالآخرين.
  • الاحتفاظ بالأسرار الشخصية، وعدم البوح بها أمام الآخرين، كي لا يكونون في موضع اختبارٍ لصونها أو البوح بها، وبالتالي عدم الثقة بهم.

المقالات المتعلقة بكيف أثق في الناس