خلق الله الإنسان على هذه الأرض، ومنحه القوة والقدرة والسعي والإرادة التي كانت هي السبب الرئيس في القدرة على المتابعة، والاستمرار في هذه الحياة، وبعد أن كانت الحياة بالنسبة للإنسان مجرد مكان يتطلع فيه للبحث عن الطعام وتوفير المأكل والمشرب، أراد الله أن يجعل الحياة مفيدةً بالنسبة لكل إنسانٍ فيها، فأودع في أرضه الرسل والأنبياء الذين عملوا على نشر الدعوة لله سبحانه في كل مكانٍ بين البشر، ورغم أن الله كان خلف هذه الدعوة إلّا أنّه كان يعلم أن فئة لبست بالقليلة ستعمل على تدمير الحياة الإنسانية وتدمر الأخلاق، وتحارب الرسل وتعاديهم بكل ما أوتوا من قوة، ومع ذلك فإن الله أراد أن يجعل الدعوة له مخيرة وليست مجبرة، حتى يتمتع المؤمن بجنان الرحمن في الآخرة، ويتمتع برضا الله في الحياة الدنيا.
بعد أن كان الرسل بين هؤلاء الناس كان لا بدّ لهم من استعراض الدعوة بالحسنى، فنادوا بضرورة التوحيد والدعوة للإيمان بالله سبحانه ودرء المعاصي، وترك كل ما يغضب الله سبحانه وتعالى، ورغم ذلك بقيت المعارضة موجودة للرسل، و حاولوا أن يكونوا صبورين، وأمدهم الله بالمعجزات والآيات والدلائل على وجود الله سبحانه وهو الخالق.
فرض الصلاة على المسلمينفرضت الصلاة على المسلمين في السنة الثانية للهجرة عندما خرج النّبي صل الله عليه وسلم، وكانت الركعات المطلوبة في اليوم من المسلمين ما يقارب الخمسين ركعة، ولكن رحمة الله في العباد أوصلها إلى خمس صلوات في اليوم فقط، وهي صلاة الفجر وصلاة الظهر وصلاة العصر وصلاة المغرب وأخيراً صلاة العشاء، وكانت الصلاة فرض مذكوراً في القرآن الكريم، فبين الرجل المؤمن والكافر الصلاة، فمن تركها فقد كفر.
كيف أتوضأ للصلاةتعلّمنا منذ الصغر أن الصلاة تكتب على المؤمن بعد سن البلوغ، و لكن النّبي صلّ الله عليه وسلم أمر المؤمنين بأن يعلموا أبناءهم الصلاة لسبع سنوات، ويضربوهم لعشر، لكي يصلوا سن البلوغ وفي قلوبهم حب الصلاة، وكانت من أولى الخطوات للالتزام بالصلاة هي كيفية الوضوء الصحيح، وإليكم أيها القراء الطريقة الصحيحة للوضوء.
دعانا الرسول الكريم صلّ الله عليه وسلم على ضرورة الإسراع في الوضوء كلما شعرنا أننا بحاجة لدخول الحمام أو خروج الريح أو ما شابه، لأن الأمر يعني أن يكون المسلم على طهارة دوماً، وألا يدع الشيطان يقترب منه بأي حالٍ من الأحوال، وفي حال اضطررت للخروج من المنزل، فما عليك إلا أن تتم مرحلة الوضوء قبل كل شيء، وتتأكد أنك على طهارة لأنّ الطهارة تبعث في الروح سعادة غامرة، كما أنّها من الممكن أن تخفف عنك وتبعد عن الذنوب التي تلاحقك، وفي حال سماعك للآذان اشرع فوراً إلى الصلاة، لأنّها كما تعرف تنهَ عن الفحشاء والمنكر والبغي.
خاتم الأنبياءواستمرت الدعوة الإيمانية لله سبحانه من نبي لنبي آخر، ابتدأت رحلتها من النّبي أدم، وبقيت مستمرة من النّبي نوح إلى موسى فعيسى، وختاما بالنّبي صل الله عليه وسلم الذي كان يتعبد في غار حراء عندما نزل عليه الملك جبريل يأمره بأن يقرأ باسم ربك الذي خلق الإنسان من علق، اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم، هنا شعر النّبي صل الله عليه وسلم بعظم الأمر الموكل على كاهله، وأراد أن يثبت لله سبحانه أنه على قدرٍ عالٍ من المسؤولية، وأنه أجدر من غيره بحمل الرسالة الإسلامية، والتطرق لها بكل ما أوتي من قوة، فكانت الدعوة شاقة عليه، ولكنه لم ييأس مطلقاً، وبقى محارباً من قومه قريش، وأذوه وأذوا أصحابه والذين أمنوا معه، ومع ذلك كان الإيمان به كبيراً جداً، لأنه كان صادقاً أميناً، ولم يسبق له الكذب من قبل، واستطاع عليه السلام أن يخلق لنفسه صورة حية تستحق أن تدرس في كل المدارس التي تنادي بمكارم الأخلاق.
بعد بهاء الدعوة، وانتشارها من مكان لآخر استطاع النّبي صل الله عليه وسلم أن يفر بدعوة الله سبحانه إلى المدينة المنورة التي اعتبرت مهد الدعوة، ومكان ولادتها بقوة كبيرة، واستمرت حتى عاد النّبي إلى مكة فاتحاً لها، وقادراً على إبراز قوته وقوة المؤمنين معه.
فرض العبادات على المسلمينبعد أن استطاع المسلمين أن يكونوا على قدر كبير من القوة والبطش، قاوموا بكل ما أوتوا من قوة، واستطاعوا أن ينتشروا بدعوة الله سبحانه وتعالى للإسلام، حتى أسلم على يده عدد لا بأس به، كانوا قادرين على الوقوف في وجه أعتى الجيوش، ويحاربوهم بكل ما أوتوا من قوة.
بعد أن أصبحت الدعوة متينة، وقوية الأرجاء، أمر الله النّبي صل الله عليه وسلم أن يعلم المسلمين العبادات، وكان من أهمّها شهادة ألّا إله إلّا الله، وأنّ محمد رسول الله، والصوم والصلاة والزكاة، وحج البيت من استطاع إليه سبيلاً، وكانت هذه أولى الخطوات للدخول في الإسلام من قبل المسلمين الذي ترعرعوا على حب هذا الدين، وبقيت كل العبادات مرهونة بقدرة المؤمن على الحفاظ على صلاته، فهي عماد الدين، وهي الطريق الأول والأوحد للاستمرار على طريق الدين والتوحيد.
المقالات المتعلقة بكيف أتوضا للصلاة