كيف أتوب عن المعاصي

كيف أتوب عن المعاصي

المعاصي

المعاصي من الأمور القبيحة إلى حدٍّ بعيد جداً، فهي تغضب الرب، وتبعد الإنسان عن جادة، ولكن وعلى الرغم من دناءة المعاصي الناتجة عن الشهوات النفسية فإن هناك مجالاً كبيراً للعودة عنها إلى جادة الصواب، فالله تعالى يغفر الذنوب جميعها، ويعفو عن المسيء إن عاد إلى رشده، والتزم المنهج القويم الذي ارتضاه الله تعالى له، وهذه فرصة عظيمة يجدر على كل إنسان أن ينظر إليها كبوّابة أمل ينفذ منها إلى العالم الجميل الهانئ الخالي من المنغصّات، والمعاصي.

تبقى عقبة واحدة أمام مرتكب المعصية إلا وهي الناس والمجتمع، وهؤلاء يجب تجنّبهم قدر الإمكان، فهم لا يتركون العاصي، ويتأثر الفرد منهم بأفكار العقل الجمعي حتى لو شذّ فكره عن هذه القاعدة للحظة ما، وقليلون هم عبر التاريخ، وفي المجتمعات الحالية من يفكرون بمنطقية خارج نمط التفكير المفروض على الإنسان من مجتمعه، ومن هنا فإنّ فرصة تحسين نظرة الناس إلى التائب ضعيفة جداً.

وقد أحسن علماء نفس الجماهير عندما وصفوا الناس باتباعهم نمط تفكير معين لا يحيدون عنه، وأحسن الإمام علي بن أبي طالب -عليه السلام- عندما وصف الجماهير بقوله: (إنهم أتباع كل ناعق، وإنهم هم الذين إذا اجتمعوا ضروا، وإذا تفرقوا نفعوا، لأنهم إذا تفرقوا رجع أصحاب المهن إلى مهنهم فانتفع الناس بهم)، ومع أنّ هذا القول ربما قد يكون قيل على لسان هذا الإمام العظيم في سياق آخر، إلا أن ذلك لا يعني أنه لا يعمم ليصف حالات في سياقات أخرى، منها سياق نظرة الناس إلى العاصي، فلو قال أحدهم قولاً خاطئاً، وكان الناس ينظرون إلى هذا القائل نظرة إعجاب، ربما لأنّه يغرقهم بأمواله، فستتغير نظرتهم وفقاً لهذه القولة، وهذه هي مأساة الجماهير والناس بشكل عام. ولكن وكما أسلفنا فإن العاصي يجب عليه أن لا يلتفت إلى شيء وأن ينظر إلى وجه ربه فقط، وأن يستمع إلى صوت ضميره، وهذه بداية النجاة.

التوبة من المعصية

بعد أن يدرك الإنسان عظم المعصية التي عصاها، يجب عليه حتى تكتب له توبة كاملة أن يعيد الحقوق إلى أصحابها لو كانت معصيته التي عصاها تتمثل باستيلائه على حقوق الآخرين، أما لو كانت غير ذلك فمشكلته أهون، فالله تعالى أرحم من الإنسان بنفسه، وهنا يجب عليه أن يعاهد الله تعالى على عدم العودة إلى الذنب الذي كان يذنبه، وأن لا يستولي على حقوق الآخرين بالباطل مرة أخرى. هذا ويجب أن يكثر الإنسان التائب من فعل الحسنات والصالحات، وأن يُحسن الظن بالله تعالى، وأن يعي تماماً أنّه الرحيم، الذي يحب الإنسان أكثر من حبه هو لنفسه.

المقالات المتعلقة بكيف أتوب عن المعاصي