يُعتبر اللسان أكثر عضوٍ يتحرك في جسم الإنسان، وهو عضو إرادي الحركة، يستطيع الإنسان التحكم به، ولكن تكمن خطورته في سهولة حركته، فقد يؤذي الشخص نفسه أو غيره من المحيطين من خلال الكلام الخارج منه، فكثرة الكلام من أسوأ العادات الّتي قد يتّصف بها أي شخص، فعندما يزيد كلام الشخص تزداد أخطاؤه، وقد تزداد الذنوب التي يقع بها.
إنّ كثرة الكلام تستهلك الكثير من طاقة الشخص، فيفقد القدرة على القيام بأية أعمالٍ أخرى ذات معنى، كما أنّ الكلام الكثير الذي لا داعي له قد يسبب الكثير من المشاكل للشخص تجاه الآخرين، فكم من شخص ندم على كلامٍ خرج من لسانه ولم يقصد به شيئاً ولكنه تسبب بالمشاكل، ولقد أمرنا الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بضبط اللسان وعدم التكلم كثيراً إلا بالخير؛ قال صلى الله عليه وسلم: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت) (متفق عليه عن أبي هريرة وأبي شريح).
حذّر الرسول صلى الله عليه وسلم من استخدام اللسان بطريقةٍ خاطئة تؤدي إلى دخول العبد نار جهنّم لأنه سيحاسب على كل ما يخرج منه؛ عن معاذ رضي الله عنه قال : قلت : يا رسول الله أخبرني بعملٍ يدخلني الجنة ويباعدني من النار، قال : لقد سألت عن عظيم وإنه ليسير على من يسره الله عليه : تعبد الله لا تشرك به شيئاً، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت. ثم قال : ألا أدلك على أبواب الخير؟ الصوم جنة، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار، وصلاة الرجل في جوف الليل، ثم تلا : تتجافى جنوبهم عن المضاجع حتى بلغ : يعلمون [ السجدة : 16 - 17 ]، ثم قال : ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه ؟ قلت : بلى يا رسول الله، قال : رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد، ثم قال : ألا أخبرك بملاك ذلك كله ؟ قلت : بلى يا رسول الله ، فأخذ بلسانه ، قال : كف عليك هذا، قلت : يا نبي الله، وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به ؟ فقال : ثكلتك أمك، وهل يكب الناس في النار على وجوههم، أو قال على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم.
كيفية التخلص من كثرة الكلامتتعدد الطرق الّتي يمكن اتباعها من أجل التقليل من الكلام، ويستطيع الشخص اتباع الطريقة التي تناسبه، ومن هذه الطرق:
المقالات المتعلقة بكيف أتخلص من كثرة الكلام