كيف أبدأ حفظ القرآن

حفظِ القُرآن الكريم

إنّ لحفظ القٌرآن منافع وفوائد جسديّة ونفسيّة وروحانيّة جمّة لا تُعدُّ ولا تُحصى٬ فهو كلام اللّه المبارك ومعجزةُ نبيّهِ عليهِ أفضلُ الصّلواتِ وأتمّ التّسليم الكُبرى٬ ففي حفظهِ واستيعابهِ كرامةٌ من الله عظيمة٬ فإذا كُنت تنوي حفظ القُرآن الكريم فعليك بالسّعيِ الجاد الرّوحي والجسدي على حدٍّ سواء٬ لحفظِهِ وتدبّرِ معانيهِ وترتيله.

كيفية البدء بحِفظ القُرآن

• صدق النّية : إنّ حِفظ القرآن كاملاً يحتاج إلى عزيمة و إرادة تنبُع من نيّة صادِقة وحقيقيّة لدى العبد٬ تكون هذه النيّة مقصدُها إرضاء الله٬ حتّى تحلّ رحمتُهُ على عبدِهِ يوم القِيامة٬ وتحقيق سعادة الدُّنيا والآخرة٬ كما يجبُ الحرص على أن لا يختلط في نيّة العبد شيء من الرّياء٬ النّابِع من حبّ المظاهر٬ ونيل رضا وحبّ الناس٬ والنيّة الصادقة تكون مُستمرة ومُتجددة لا تضعف ولا توهن لأيّ سبب من الأسباب.
• الاستمراريّة : لا يجدر بالعبد أن يتوقّف عن الحفظ إذا فقَدَ عزيمتهُ٬ بل يجب عليهِ الاستمرار دون توقّف حتّى في أيام العُطل٬ فكلمّا كان الشّخص يحفظ باتّساق واستمراريّة كلّما كانت عمليّة الحِفظ أسهل وأبسط٬ والقدر الأدنى من الحفظ يوميّاً يجب أن يكون ثلاثةُ سطور على الأقل٬ والأفضل أن تكونَ خمسة سطور٬ وبهذا التّنسيق والثّبات على الحفظ يُمكن حِِفظُ القرآن خلال ٥-٦ سنوات.
• التّوقيت : إنّ من أهمّ الأمور الّتي يجبُ مُراعاتُها عند الحفظ هو وقت الحفظ٬ فأفضلُ وقتٍ لحفظ القرآن يكون عند الاستيقاظ من النّوم بعد الفجر٬ حتّى قبل تناول وجبةِ الفطور٬ كما يستغرق الحفظ وقتاً أقل مع مرور الوقت٬ فيُصبِحُ أسهَل فأسهل.
• توفير جو مُحفّز على الحفظ : يُُنصحُ بحفظ القرآن في مكان مُعيّن٬ يخلو من الضّجيج أو المُعيقات٬ كما يُفضّل إطفاء الأجهزة الإلكترونيّة كالهاتف المحمول وغيرِهِ من الأجهزة.
• الألفة : اجلس في نفس المكان واحفظ القُرآن يوميّاً في نفسِ التّوقيت٬ واستخدم نفس المُصحف يوميّاً٬ كما يُفضّل استخدام المُصحف المدني للحفظ.
• التّكرار والاستماع : إنّ من أفضل الطّرق وأسهلها على الإطلاق حِفظ القرآن عن طريق سماعهِ أكثر٬ وتكرارِهِ أكثر فأكثر وبهذه الطّريقة ستتمكّن من حفظ القرآن٬ وأحِط نفسك بالقُرآن في كُلِّ مكان في البيت والعمل أو حتّى السيّارة٬ وجد صديقاً تثِقُ بهِ يُمكنك تسميع ما حفظت لهُ.
• الحفظ مع الفهم والتّدبُّر : إن حفظ القُرآن دون فهم للمعاني سيجعلُك تنسى القرآن فهو أشبه بحفظ مُعادلات الفيزياء أو الرّياضيات دون فهم٬ ولكن إذا فُهم المعنى سهُل الحِفظ.
• تخصيص وقت للمُراجعة : يجبُ تخصيص وقت لمُراجعة ما تمّ حفظهُ خلال اليوم في وقتٍ لاحق٬ فلا يجبُ أن تمر على الحافظ ٥-٦ صفحات دون مُراجعة٬ واقرأ ما حفظتهُ في صلاتِك.