كيف أبدأ بكتابة رواية

كيف أبدأ بكتابة رواية

محتويات
  • ١ الرواية
  • ٢ كيفيّة كتابة رواية
    • ٢.١ اقرأ ما تحب أنْ تكتب
    • ٢.٢ اكتب من التجربة
    • ٢.٣ اكتب صورة أو مشهداً
    • ٢.٤ بداية الرواية الجيدة
    • ٢.٥ الحوار
    • ٢.٦ اكتب عدة مسودات
    • ٢.٧ اطبع روايتك
الرواية

لا تَحتاج كتابةُ الرواية إلى شهادةٍ جامعيةٍ في تخصصٍ مُعين؛ فعدد لا بأس به من الروائيين لَم يَدرس الآداب أو اللغات أو ما يشابهها من التَخصصات، وإنّما اعتمدوا على اطلاعِهم العام على الأدبِ والرواياتِ المُختلفة سواءً المحلية أو العالمية، وتَعتمد كتابةُ الروايةِ على عددٍ من العناصر والقواعد التي يُمكنها أنْ تَزيد احتمالية نجاحِ الرواية - فكثيرٌ مِن الروايات التي تُنشر لا تَنجح ولا تُباع.

كيفيّة كتابة رواية اقرأ ما تحب أنْ تكتب

اقرأ بكثرة رواياتٍ من النوعِ الذي تَرغبُ أنْ تكتبه، مثل الروايات البوليسية أو الرومانسية أو غيرها من أنواع الروايات المُختلفة التي تُفضلها، ورَكز في قِراءتك على الأسلوبِ، والشخصيات، والتفاصيل ونحو ذلك، ولا تقرأ بهدفِ التسلية والمتعة، ولكن اقرأ بهدفِ الدراسةِ والتحليل، وانتبه لمواقعِ التَشويق والإثارة في القصة وكيف تمّ بِناؤها.

لاحظ الأساليبَ المُختلفة لِكتابة الروايات، واقرأ رواياتٍ تَعتَمدُ على الأسلوبِ الذي تُفضل فمثلاً: يُمكن أنْ تَرغب بكتابة روايةٍ تَكون أنت الراوي فيها، أو أنْ يَكون أحدُ أبطال روايتك هو الراوي للأحداث فتكون الرواية بذلك من وجهة نظَره، ولا تكتفي بقراءةِ ثلاثِ أو أربعِ روايات، بل اقرأ العشرات، وادرسها وحللها.

احذر من التقليد؛ فعند كتابةِ روايةٍ أو قصةٍ قصيرة أو غير ذلك يجب أنْ تكون أصيلة، ومن وحي تَجربتك أو أفكارك، ويُمكنك الاستعانة بفكرةٍ من صحيفة، أو التلفاز، أو كتاب، أو رواية أخرى، ولكنْ في النهاية يَجب عليك تَعديل الفكرة وصياغتها من جديد؛ حتى تكون مُبتكرةً وجديدة.

اكتب من التجربة

يَختلف أسلوبُ كتابتكَ حسب المادة التي تَكتب منها، فإنْ كانت من خيالك فَسيظهر ذلك للقارئ، وإذا كانت من تَجربتك الخاصة أو تجربة شخص قريب لك فإنّ ذلك سيظهر بشكلٍ مُختلف. إنّ البعضَ يُبدع بالكتابة من المُخيلة ولكنّها حالةٌ نادرة؛ فأغلب الكتّاب يٌبدعون أكثر - وبشكل واضح - عند كتابتِهم من تَجاربهم الشخصية، وهذا لا يعني أنْ تكون الرواية كدفترِ المُذكرات، أو كالصحفِ والجرائد، فلا بأس من التعديلات والإضافات التي تَزيد التشويق.

الكتابة من الخيال في كثيرٍ من الأحيان تَنتج عنها العديد من الأخطاء؛ فالخيالُ وحده غير كافٍ للوصول إلى حقيقةِ الأشياء؛ فكثيراً ما تتخيل أمراً، ثمّ تكتشف أنّه مُختلفٌ تماماً عمّا تَخيلته، والكتابة من الخيال تُنتج في العادة أحداثاً غايةً في الشدة، ولا تكون في الحياة العادية، وهي تجعل القارئ يَتساءل عن مِصداقية تلك الأحداث، حتى وإنْ كان يَعلم أنّها رواية، فإنّ هناك مِقدارٌ من الواقعية يجب تحقيقه؛ لِتكون الرواية مقبولة من جانب القارئ، وفي النهاية يمكن القول: إنّ الكتابة من الخيال شحيحةٌ بالتفاصيل مُقارنة بالكتابة من التجربة؛ حيث إنك تكون قادراً على استرجاع التفاصيل من تجربتك والإسهاب دون الدخول في أيّة أخطاء.

اكتب صورة أو مشهداً

لا تَعتمد على الصور الفَنية والأسلوب الإنشائي كثيراً؛ فهي مفيدةٌ وتُعطي جمالاً للرواية ولكنّها ليست جَوهرَ الرواية؛ بل يَجب رسم صورةٍ واضحةٍ عن كلّ مشهدٍ في الرواية؛ حتى يستطيع القارئ تَخيله وكأنه يحدث أمامه، ولا تستطيع رسم صورةٍ دون ذِكر التفاصيل حول الشخصية أو الشخصيات في المشهد، فمن المهم أنْ ترسم الشخصية ولكن من المهم أيضاً أنْ تَرسم المَشهد من حولها سواءً من خلال الجو والمناخ، والوقت من اليوم، وحتى الأرض التي تمشي عليها، أو الغرفة التي تجلس فيها الشخصيّة، فأنت تكتب كل ما تريد للقارئ أنْ يراه.

بداية الرواية الجيدة

لا تَكتب بدايةً دعائيةً ومُبتذلةً لروايتك؛ فيجب أنْ تَكون البداية مُشوقةً وتَجذب القارئ لِاكمال الرواية، و"البداية" لا أقصد فيها الفصل الأول من الرواية فحسب وإنّما أقصد السطر الأول منها كذلك، فهو أساسي في جَذب القارئ من الكلمات الأولى للرواية؛ لذلك تجنّب الخُطب الإنشائية، والمكتوبة بروعة ودقة؛ لأنّها لا تَدفع القارئ لِيشعر بالحماسة أو الفضول.

ومن خلال المشهد الأول في الرواية أو الصورة الأولى التي تَرسمها في السطرين الأولَين يُمكن أنْ تجعل القارئ يُقرر في نفسه إنْ كان سَيُحب هذه الرواية أمْ سيكرهها.

الحوار

تَجنب كتابة حوارٍ يمتلئ بالأسئلة، وخاصة عندما تَكون إجابات تلك الأسئلة "نعم" أو "لا، وتَجنب كذلك الحوارَ الطويل، وخاصة إنْ كان من جانبٍ واحد، أي من شخصيةٍ واحدة، والأفضل أنْ تَكون العباراتُ قصيرة، ومن مقطعٍ واحد، ومتبادلة بين الأطراف والشخصيات المُختلفة؛ فهذا يجعلها مثيرة أكثر.

احتفظ بطريقةٍ مُميزةٍ للكلام لكل شخصية، فأنت لا تُريد أنْ تَتَكلم كل الشخصياتِ بأسلوبٍ واحدٍ وكأنّ لهم عقلاً وقلباً واحداً، بل أظهر صِفاتٍ مُختلفة لكل شخصية بأفكارها، وطريقة كلامها، وانتقائها للمفردات، وهذا يَجعل شخصياتِ روايتك أكثرَ واقعية، ويُفضَّل أنْ تَدرسَ التراكيب اللغوية المُستخدمة من قِبل جماعةٍ معينةٍ من الناس، أو فئةٍ معينةٍ تسكن في مناطق معينة، وذلك إنْ أردتَ استخدامها في كتابةِ حواركَ بشكلٍ صحيح.

اكتب عدة مسودات

ابدأ بكتابةِ مسودةٍ مختصرةٍ عن روايتك، وتكفي أنْ تكون بين أربعمئة إلى خمسمئة كلمة، وفيها تُحدد الفكرةَ العامة لروايتك أو الشخصيات الرئيسية، ويكون الأمر كما تخبر صديقاً عن روايةٍ أعجبتك، فأنت لا تُخبره عن كلِّ تَفاصيل الرواية وتسرد عليه القصة كلمة بكلمة كما قرأتها، ولكنّك تُخبره بالمَضمون العام فقط، وهذا المضمون هو ما يجبُ عليك كتابته في المسودة الأولى.

بعدها اكتب مسودة مُفصّلة أكثر، ومُقسّمة إلى فصول، شرطَ ألّا تَخرج عن المسودةِ الأولى بالأحداثِ والمضمونِ الأساسي؛ فلا يجب أنْ تكتب بشكلٍ مُشتتٍ وعشوائي، بل يجب أنْ يَكون كل ما تكتبه يَخدم الهدف أو المضمون الرئيسي في الرواية.

وفي النهاية يجب أنْ تَكتب مسودةً ثالثة، بعد أنْ تكون قد أنهيت الرواية، وفيها تُعيد تَرتيب بعضِ الجُمل أو حذفها أو الزيادة عليها، كما يُمكنك تعديلُ تَرتيب بعضِ فصولِ الرواية، إذا دَعت الحاجةُ لِزيادة التشويق وغير ذلك من الأمور، ويُفضِل البعض كتابةَ المسودة الثالثة بعد إنهاء مسودة الرواية الثانية تماماً، في حين يُفضِل البعض الآخر كتابةَ المسودة الثالثة أثناء كتابة المسودة الثانية، وذلك عن طريقة كتابةِ كل فصلٍ من فصول الرواية في المسودة الثانية، والقيام مباشرةً بتعديله، وإعادة كتابته ليكون جزءاً من المسودة الثالثة.

ويمكنك كتابةُ أربع أو خمس مسودات إنْ دعت الحاجة، فتكونُ طول الرواية النهائية بين العشرين ألف كلمة إلى السبعين ألف كلمة، وذلك يعتمدُ على حجمِ الرواية التي تُريد كتابتها، وهناك رواياتٌ طويلةٌ تَتَعدى المئة ألف كلمة، ولكنْ يُنصح بالالتزام بالحدود الدُنيا وما حولها في حالة كان الكاتب يكتب روايته الأولى.

اطبع روايتك

اطبع روايتك الكاملة بشكلٍ مُنسقٍ ومُرتب، ويُفضل إرسالُها لِمَن يمكن أنْ يُساعدك بِتَنقيحها قبل إرسالها إلى أحدِ دور النشر، ولكنْ يمكنك إرسالها إلى دور النشر مباشرة إذا لم يتوفر لديك من يُنقِح الكتابة الأخيرة للرواية، وقد يلزم الأمر إرسالها إلى عددٍ من دور النشر قبل أنْ يوافق أحدها على نشرها، فلا بأس بالرفض طالما أنّك لا تَفقد الأمل وتحاول من جديد.

الكثير من الروايات الناحجة والمشهورة رُفضت من قِبل العديد من دور النشر، فاعلم أنّ سبب الرفض قد لا يكون سوء جَودة الرواية، ولكن في الحقيقة إنّ عدداً كبيراً من الروايات تَصل إلى دور النشر، ودائماً ما تحاول دور النشر انتقاء ما تَظُن أنّها الأفضل، وأنّها ستنجح وتحصد بعض الأرباح، وفي أحيان كثيرة تكون مُخطئة، لذلك قد تَتَردد في اتخاذ بعض القرارات أحياناً خَوفاً من الخسارة، والحل يَكمُن عندك بتقديم روايتك لعددٍ كبيرٍ من دور نشر، فإنْ وافقت أول دار نشرٍ على روايتك فذلك ممتاز وإنْ لم تفعل فلا بأس، فعليك أنْ تحاول مجدداً.

إذا أُعطيت نَقداً من قِبل أحدِ دور النشر وطلب منك تَعديلُ بعضِ الأجزاء في روايتك قبل أنْ تُنشر، فعليك التأني والتفكير بشكلٍ جيد، يمكنك بالطبع القبول، أو يمكنك أن ترفض، وتُجرّب دارَ نشرٍ أخرى، وذلك يعتمدُ عليك وإذا ما كنت تظن أن نقدهم في مكانه.

المقالات المتعلقة بكيف أبدأ بكتابة رواية