كيفية معرفة قبلة الصلاة

كيفية معرفة قبلة الصلاة

في ديننا الإسلامي الحنيف شرع الله عزوجل لنا العديد من العبادات التي تقربنا منه، وتكسبنا محبته ورضاه في الدنيا والآخرة، وهذه العبادات متنوعة ولكل منها الأجر والثواب، إلا أنّ أعظمها وأرفعها منزلةً عند الله سبحانه وتعالى هي الصلاة، وهي العبادة الوحيدة التي تلقّاها رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام من الله جلّ وعلا مباشرةً ودون وساطة جبريل عليه السلام ليلة الإسراء والمعراج، وهي إحدى الأركان الخمسة التي يرتكز عليها الإسلام وعموده الذي يقوم به، بالإضافة لكونها الصّلة التي تربط بين الله عزّ وجل وعباده، فهي وسيلة العبد لمناجاة ربه ودعائه، ففيها يكون العبد بين يديه سبحانه وتعالى، فيخبره بما ألّم به من مصائب وهموم ليسمعه جلّ وعلا، ويستجيب لندائه ودعائه، وأكثر ما يكون دعاء الإنسان مستجاباً وهو ساجد.

والصلاة هي فرض على كل مسلم بالغ وعاقل وراشد، كما جاء في الذكر الحكيم :(إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً)، وهي أوّل ما يحاسب المسلم عليه يوم القيامة، ولا يقتصر أثر الصلاة في نفس المسلم فقط على نيل الأجر والثواب بل يمتد أثرها على حياة المسلم اليومية، لينعكس في تصرفاته وأخلاقه في تعامله مع الآخرين، فلا يصدر منه إلا أطيب الكلام والتصرّفات، فقد قال عليه الصلاة والسلام واصفاً الصلاة : (أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة الصلاة، فإن صلحت صلح له سائر عمله، وإن فسدت فسد له سائر عمله).

والصلاة هي العبادة التي ترفع مباشرةً إلى الله عزّ وجل، فإذا كانت صحيحة وبنية صادقة فإنّ الله جل وعلا يتقبّلها ويكتب لصاحبها جزيل الأجر والثواب، أما إذا كانت الصلاة ظاهرية ولم تكن بنية صادقة ولم تستكفي شروط صحتها فإن الله سبحانه لن يتقبلها من صاحبها وسيرجعها إليه، وحتى تكون صلاة المسلم صحيحة لا بد أن تتوافر فيها الشروط التالية:

  • الطهارة.
  • إخلاص النية لله عزوجل.
  • ستر العورة.
  • دخول وقت الصلاة.
  • معرفة كيفية أداء الصلاة.
  • الابتعاد عن مبطلات الصلاة.
  • استقبال القبلة.

والقِبلة هي تلك الجهة التي يتّخذها المصلّي وجهةً له في صلاته، وقد كانت في مرحلة مبكّرة من الإسلام بيت المقدس، لذا تسمّى بأولى القبلتين، وكان ذلك قبل هجرة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام إلى المدينة المنورة، أمّا بعد هجرته –صلى الله عليه وسلم- فقد أصبحت قبلة المسلمين الكعبة المشرفة الواقعة في مدينة مكة المكرمة، وقد ذكرت القبلة في عدة مواضع في القرآن الكريم منها قوله عزوجل: (قدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ).

أمّا بالنسبة لتحديد إتجاه القبلة فقد كان العرب قديماً يحدّدون اتجاه القبلة عن طريق معرفة إحدى الاتجاهات الأربع، وبعد ذلك كان يتم تحديد موقع المنطقة المتواجدين فيها بالنسبة إلى مكة المكرمة، إلّأ أنّ هذه الطريقة كانت تعطيهم اتجاهاً تقريبيّاً فقط للقبلة، أمّا في أيامنا هذه فإنّ هنالك العديد من الطرق البسيطة والتي تمكّننا من معرفة اتجاه القبلة بكل سهولة ويسر، من أبرزها :

  • المواقع الإلكترونية: بحيث انتشرت في الآونة الأخيرة عدّة مواقع على شبكة الإنترنت تُعرّف المسلم باتجاه القبلة.
  • سجادات الصلاة التي تمّ تزويدها ببوصلة خاصّة لتحديد اتجاه القبلة.

المقالات المتعلقة بكيفية معرفة قبلة الصلاة