السيناريو يعد السيناريو من الكتابات الممتعة والتي تظهر فنّ المحادثة، وتضفي نوعاً من التشويق على نص الرواية الجامد، وتُساعد القارئ على السباحة في الخيال وبأن يعيش المشاهد بصورةٍ بصرية. لكتابة سيناريو ناجح يجب التعمّق في الشخصية المراد كتابتها وتبنّي أفكارها ووضع الخطوط الأساسية بغض النظر كانت أفكار هذه الشخصية صائبة أم لا، أو حتى كانت واقعيةً أم لا.
إنّ ابتكار شخصية السيناريو جاء حتى تكون شخصيّةً حالمةً مثلاً أو شخصية شريرة وغيرها، كما يجب في بعض الأحيان ابتكار حياة كاملة لهذة الشخصية حتى تتوضح طريقة وأسلوب كلامها وتصرّفاتها وقراراتها في الحياة.
قواعد كتابة السيناريو مع أنّه لا يوجد قالب مُوحّد يُستخدم لكتابة السيناريو الناجح، فإن هناك قواعد عامة عادة ما تتوافر في السيناريوهات الجيدة، ومن تلك القواعد ما يأتي:
- يجب أن يحدد الحوار المكتوب ملامح الشخصية الرئيسية فيكون الحوار تابعاً ومعتمداً على حالة الشخصية النفسيّة، وعلى زمن ومكان عيشها وغير ذلك من الأمور.
- يجب أن تتغيّر الشخصية وتتفاعل وتتأثر بمحيطها وكل الدراما والأحداث والتجارب التي مرت بها، حتى تكون شخصيّةً واقعيّةً وقابلةً للتصديق.
- يجب على كاتب السيناريو أن يحرص على ابتكار لغة أو صوت مميز لكل شخصية؛ حيث تكون لكل شخصية كلمات معينة تستخدمها دون غيرها، ولا يجب أن يلقي الكاتب بصوته ولغته الخاصة على كل الشخصيات فتتحدث جميعها كأنها شخص واحد فلا يفرّق القارئ بين الشخصيات ويشعر بأنها جميعها شخصية واحدة فقط.
- حتى يظهر الشغف في كتابة السيناريو يجب علي الكاتب أن يكتب ما يستهويه ويشدّ اهتمامه، لا أن يكتب ما يظن أن القارئ قد يحبه، وذلك حتى يُترجم هذا الشغف في السيناريو وفي الشخصيات، فالكاتب الذي يكتب عن موضوع يُشعره بالملل عادةً ما ينتج سيناريوهات مملة لا تشد أحداً إليها.
- يحدد الحوار الجو المناسب للشخصية ويعبر عن مشاعرها، ويفتح أبواباً داخلية في حياة الشخصية ويغوص في أعماق أعماقها
- لا يجب وصف الشخصية وصفاً مسهباً، ولكن يجب ترك المجال للحوار حتى يُظهر كل الصفات المهمة لدى الشخصية، وبالتالي يبين دوافعها أو أية محاولات منها لإخفاء دوافعها.
- يجب أن يبين الحوار طبيعة العلاقة بين الشخصيات المختلفة في السيناريو؛ حيث قد يرسم صورةً توضّح الفروقات في المكانة الاجتماعية بين كل شخصية وأخرى أو الفروقات في الذكاء أو التعليم وغيرها.
- يجب أن يرتبط كل موقف أو حوار حدث مع كل شخصية بالموقف أو الحوار الذي حدث قبله وكذلك الذي سيحدث بعده، فلا يجب أن يكون السيناريو مجموعةً عشوائية من الحوادث أو الحوارات.
- يجب أن يكون الحوار فعًالاً وذا هدف، ولا داعي لحشوه بكلمات روتينية كتلك التي تحدث في الحوارات اليوميّة المملة والروتينية؛ حيث إنّ الحوار المكتوب يجب ان يساعد الشخصية على تطوير أفعالها وقراراتها، وأيضا يساعد خيال القارئ علي الاندماج مع الشخصية والمشاركة في التوقّعات المستقبليه في أفعال هذة الشخصية، ويجب زيادة سرعة وتيرة الحوار في مواضع وتقليلها في مواضع أخرى وذلك لزيادة التشويق وبناء حوار واقعي.
- يجب البعد عمّا هو روتيني ومتوقّع وعادي، وبدلاً منه يجب دائماً التفكير بإضافات ومفاجآت تعكس مجريات الأحداث، وتقود الحوار إلى مكان أو استنتاج لم يكن القارئ أبداً ليتوقعه.
- لا يجب أن يكون الحوار غامضاً جداً؛ بحيث لا يعرف ما يحدث حقاً سوى كاتب السيناريو نفسه، فالهدف من الكتابة هو شد القارئ وتشويقه، وليس تركه حائراً دون فكرة عمّا يحدث، فلا بأس من بعض الغموض المقصود في موضع حتى يتوضح في موضع آخر، ولكن لا يجب أن يسود الغموض كل السيناريو من أوّله إلى آخره.