وقد عرف البخّور بدايةً في بلاد الهند والصين ،وقد كان يصنع من الأزهار المجفّفة ،وأيضاً من نبات الصندل ،ونجد للبخور نوعين ،الأول يكون برائحة نفّاذة وهو معروف عند أغلب الشعوب ،أمّا النوع الثّاني فقد اشتهرت فيه بلاد الهند حيث تكون رائحته منفردة .
تحكي أغلب الأساطير والروايات القديمة ،عن كره الشيّاطين لرائحة البخّور والهروب منه ،لذلك نجد أغلب طقوس العبادة التي تقام عند كل الحضارات ،استعمالهم للبخور كنوع من إضفاء سمة الروحانية على هذه الطقوس المتّبعة ،لكلّ الأديان والعبادات .
ولطريقة تحضير البخّور بدايةً ،يجب أن يكون هنالك أعواد الخشب ذات الأحجام الصغيرة ،بحيث يجب طحن عود الخشب بشكّل كامل ،ليصبح شكله مشابهاً لـ ( البودرة ) نتيجة سحقه كاملاً ،فيضاف إلى بودرة الخشب هذه ،قليلاً من مادة عطريّة تستخرج من ( الصندل ) .
إنّ أهمّ ما يميّز البخّور العربيّ ،وخاصة الذي يصنع في المنازل ،هو وجود خلطة من العطور المصنّعة عربياً والتي تشتهر فيها بلادنا ،بحيث تكون المادة العطريّة مركّزة بشكل كبير .
تخلط هذه المواد بشكل كامل فيما بينها ،وتترك جانباً لفترة طويلة ،قد تمتدّ من الأسبوع إلى الشهر الكامل ،وذلك رغبة في إتمام عمليّة تخمرّها ،لنجد بعد ذلك قد تشكل لدينا البخور برائحته المبهجة .
إنّ إضافة أنواع مختلفة من المواد العطريّة من شأنها أن تغيّر من رائحة البخور ،بحيث يمكننا عمل عدّة روائح منه ،تختلف باختلاف العطر المضاف .
ونجد بعض أنواع البخور يدخل في تركيبها ( بودرة المسك ) ،ولكن هنا يجب وضعه بكميّة قليلة نظراً لأن للمسك رائحة قوية قد تطغى على رائحة كل العطور المستعملة في البخور .
وقد يتفرّع عن البخور عدّة أصناف كـ ( العود ) ،وهو مشهور في بلادنا العربيّة ،والخليجيّة خاصّة ،إذ أنّ لهذا العود تفرّد في رائحته كونه يستخدم في صنعه ( دهن المسك ) عوضاً عن بودرة المسك .
أخيراً ،لا ننسى بأنّ من طقوس الترحيب في الجزيرة العربية ،هي تبخير الزائر بأفخم أنواع البخور المصنّعة محليّاً ،وتبخير الخيمة أيضاً ،فيحكى بأنّ رائحة البخور هذه تبقى عالقة في الألبسة والأقمشة مدة طويلة قد تصل إلى الستة أشهر ،ولا يغيب عن الذهن أيضاً بأنّه كان بعض أنواع البخور يوزن بالذهب .