النوافل
يحاول المسلم التقرب من الله تعالى دوماً بجميع الوسائل الممكنة، فيبدأ بما فرضه الله تعالى عليه فيلتزم بأوامره ويبتعد عن نواهيه، ومن ثمّ يبدأ بسنة النبي صلى الله عليه وسلم فيلتزم بها تقرّباً منه تعالى، وصلاة القيام والوتر هي إحدى السنن التي حثّنا الرسول صلى الله عليه وسلم على اتباعها بل وجاء في القرآن الكريم أيضاً ذكر القائمين في الليل وصفاتهم وما أعدّ الله تعالى لهم من النعيم والمغفرة، فيقول الله تعالى: (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ، فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [السجدة:16،17]
قيام الليل والوتر
إنّ قيام الليل هي إحدى السنن المؤكدة التي حثّ عليه الصلاة والسلام عليها، وواظب الصحابة الكرام والصالحون من بعدهم على هذه العبادة لما فيها من الأجر العظيم، فقيام الليل يكون في أيّ جزءٍ من الليل بالرغم من أفضليته في الثلث الأخير من الليل، فيصلي الإنسان ما تيسّر له من الركعات مثنى مثنى، ومن ثمّ يوتر في آخرها بركعةٍ واحدة، وإن خاف المسلم أن لا يقوم في آخر الليل فإنّه يوتر قبل نومه، وكما أنّ الصلاة تجوز أيضاً بعد الوتر إلّا أنّ الأفضل أن يتم المسلم القيام قبل الوتر.
خلال الصلاة يرتّل القرآن ويقرأ ما تيسّر له وما يطيق عليه دون عجلةٍ، وتجوز القراءة في القيام من المصحف الشريف أيضاً، فيقدر الإنسان أن يقوم الليل بآيةٍ في كلّ ركعة أو أن يقوم بأكثر من هذا، فقد ذكر حذيفة بن اليمان أنّه صلى الليل مع الرسول صلى الله عليه وسلم فقامه بالبقرة وآل عمران والنساء، ولكن على كلّ شخصٍ أن يعلم قدرته وما يطيق من العبادات فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خُذوا مِن الأعمالِ ما تُطِيقُون، فإن اللهَ لا يَمَلُّ حتى تَمَلُّوا، وإن أحبَ الأعمالِ إلى اللهِ ما دامَ وإن قلَّ)، فلهذا من المهم ألّا يرغم الشخص نفسه على ما لا يطيق من العبادة فلا ينام أبداً أو أن يكون قيامه في الليل على حساب عمله في النهار.
قيام الليل في رمضان
حثّ الرسول صلى الله عليه وسلم على قيام الليل في شهر رمضان لما فيه من الأجر العظيم وخاصةً في ليلة القدر، فعلى المسلم أن يتحرى ليلة القدر في العشر الأواخر من شهر رمضان وأن يواظب على قيام الليل فيها مع الذكر والدعاء، فقد قال صلى الله عليه وسلم: (من قام ليلةَ القدرِ إيماناً و احتساباً غُفِرَ له ما تقدَّم من ذنبِه).