محتويات
- ١ الحجُّ
- ٢ حجُّ المفرد
- ٣ كيفيَّة حجِّ المفرد
- ٤ المراجع
الحجُّ يقصد المسلمون من أنحاء الأرض وشتَّى بقاعها، مرَّةً كلَّ عامٍ في أشهر هجريَّةٍ محدَّدةٍ، بيت الله الحرام؛ بغية أداء مناسك الحجِّ، اتباعاً لأمر الله تعالى في كتابه الكريم: (وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ*لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ)،[١] والحجُّ ركنٌ من أركان الإسلام الخمسة، وهو فرض عينٍ على كلِّ مسلمٍ قادرٍ على أدائه ومستطيعٍ إليه سبيلاً، كما جاء في قول الله تعالى: (...وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ)،[٢] والإجماع منعقدٌ على كون الحجِّ فرضاً، وهو من المعلوم من الدِّين بالضَّرورة، حيث يكفر من أنكره وجحده.[٣]
ويعرَّف الحجُّ في الاصطلاح الشَّرعي بأنَّه: قصد بيت الله الحرام في أيامٍ معلوماتٍ، لأداء أعمالٍ مخصوصةٍ، وفق هيئاتٍ وشروطٍ مخصوصةٍ، ومحدَّدة شرعاً، وهذه الأعمال وفقاً لجمهور الفقهاء هي: الوقوف بعرفة، والطواف بالكعبة المشرَّفة، والسَّعي بين الصفا والمروة،[٣] ومن أراد الإحرام بالحجِّ، والتَّلبُّس بنسكه، فلا بُدَّ له أن يختار نوع النُّسك الذي سيُحرِم به ويلتزم به في حجِّه؛ إذ للحجِّ ثلاثة أنواعٍ من النُّسك يختار الحاجُّ أحدها، وهذه الأنواع هي: حجُّ القِران؛ والمراد به: أن ينوي الحاجُّ العمرة والحجَّ معاً، وحجُّ التَّمتُّع؛ والمراد به: أن ينوي الحاجُّ العمرة ويُحرِم لها ويؤديها في أشهر الحجِّ ويتحلَّل من إحرامه فإذا كان اليوم الثَّامن من ذي الحجَّة جدَّد إحرامه للحجِّ، وحجُّ الإفراد.[٤] والنَّوع الأخير؛ أي حجُّ الإفراد، والحاجّ الذي يؤدّيه يُدعى المُفرد، له معنى لغويٌّ واصطلاحيّ وشروط وكيفيّة وأحكام، لا بدّ للمسلم أن يكون على علمٍ ودرايةٍ بها.
حجُّ المفرد المفرد في اللغة: من الفرد، والفرد في اللغة من الجذر اللغوي فرد، والفرد الوتر؛ أي الواحد.[٥]
وأمَّا حجِّ المفرد في الاصطلاح الشَّرعي: فهو أن يُحرِم الحاجُّ بالحجِّ وحده في أشهر الحجِّ، والتَّلفُّظ به عند الإحرام يكون بقول: لبيك اللهمّ حجَّاً، إضافةً إلى نيَّة تلبُّس هذا النُّسك.[٤]
كيفيَّة حجِّ المفرد - الإحرام: يُحرِم الحُجَّاج بحجِّ الإفراد، وينوي في الإحرام الحجَّ وحده فقط، وعند وصولهم مكَّة يطوفون بالكعبة المشرَّفة طواف القدوم، وإن شاؤوا ألحقوا الطواف بالسَّعي بين الصفا والمروة، ويكون هذا السَّعي سعي الحجِّ، ويبقون على إحرامهم حتّى اليوم الثَّامن من ذي الحجَّة.
- اليوم الثامن من ذي الحجة: وهو اليوم المسمَّى بيوم التَّروية؛ يخرج الحُجَّاج فيه إلى مِنى ويمكثون فيها، ويؤدون صلوات الظهر والعصر والمغرب والعشاء ويبيتون فيها، حتّى إذا طلع فجر اليوم التَّاسع من ذي الحجَّة صلّوا الفجر في مِنى كذلك.[٣]
- اليوم التَّاسع من ذي الحجَّة: وهو اليوم المعروف بيوم عرفة، يستعدُّ الحُجَّاج للذهاب إلى عرفة، فينطلقون إليها، وعند زوال الشَّمس ودخول وقت الظُّهر، يؤدّي الحُجَّاج صلاتَي الظُّهر والعصر قصراً وجمع تقديم، ثمّ ينطلقون للوقوف بجبل عرفة، ويستمرُّ الوقوف بعرفة حتّى غروب شمس هذا اليوم، وينشغل الحُجَّاج أثناء وقوفهم بالدُّعاء والذِّكر والابتهال إلى الله تعالى. ويعدُّ الوقوف بعرفة ركناً من أركان الحجِّ التي لا يتمُّ الحجُّ إلّا بها، كما رُوي عن النَّبي -عليه الصَّلاة والسَّلام-: (الحجُّ عرفةَ فمَن أدرك ليلةَ عرفةَ قبل طلوعِ الفجرِ من ليلةِ جمعٍ فقد تمَّ حجُّهُ).[٦] ثمَّ ينفِرُ الحُجَّاج إلى مزدلفة، ويصلُّون فيها المغرب والعشاء قصراً وجمع تأخير، ويبيتون فيها، والمبيت في مزدلفة واجبٌ عند جمهور الفقهاء، ويستحبُّ للحُجَّاج أن يلتقطوا من مزدلفة الحصى التي سيرمونها وقت رمي الجمرات.[٣]
- اليوم العاشر من ذي الحجَّة: ويُدعى يوم النَّحر، وهو أكثر أيام الحجِّ أعمالاً، ينتقل الحُجَّاج إلى مِنى، ويرمون جمرة العقبة وتسمى الجمرة الكبرى، ويكون ذلك برمي سبع حصياتٍ، يرميها الحاجّ متتاليةً مُكبّراً عند كلِّ رميةٍ، ولا يعتبر ذبح الهدي في حقِّه واجب إنّما يستحبّ له ذلك، بعدها يتحلَّل الحُجَّاج من الإحرام تحلُّلاً أول أو ما يعرف بالتَّحلُّل الأصغر، فيحلِقون رؤوسهم أو يقصِّرون ويحلُّ لهم كلّ ما كان محظوراً عليهم باستثناء الجِماع. وينطلق الحجَّاج بعد ذلك إلى مكَّة، فيطوفون طواف الإفاضة -ويسمَّى طواف الزِّيارة- ويسعون بين الصفا والمروة لمن لم يسعَ منهم سعي الحجِّ عند أول وصوله إلى مكَّة، وبعدها يتحلَّلون التَّحلُّل الثَّاني أو التَّحلُّل الأكبر الذي يبيح لهم كلَّ ما كان محظوراً عليهم دون استثناء.[٣]
- الأيام الحادي عشر والثَّاني عشر والثالث عشر من ذي الحجة: وتُعرف بأيام التَّشريق، يعاود الحُجَّاج الذَّهاب إلى مِنى لرمي الجمراتٍ الثلاث: الجمرة الصغرى، ثمَّ الجمرة الوسطى، ثمَّ الجمرة الكبرى وتسمّى جمرة العقبة، فيرمون في كل واحدةٍ من هذه الجمرات بسبع حصيات، ويفعلون ذلك في اليوم الثَّاني عشر، والمبيت في مِنى هذه الأيام واجبٌ عند جمهور الفقهاء وسنَّةٌ عند الحنفيَّة. وبعدها يقوم الحُجَّاج بالاختيار بين البقاء في مِنى لليوم الثالث عشر من ذي الحجَّة، وتكرار رمي الجمرات كما فعلوا في اليومين السابقين، وبين التَّعجُّل ومغادرة مِنى دون انتظار الرَّمي في هذا اليوم، كما جاء في قول الله تعالى: (وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَىٰ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ)،[٧] ولا يتبقَّى على الحُجَّاج بعد ذلك سواء كان حجهم حجَّ إفرادٍ أو غيره إلّا طواف الوداع، حيث يطوف الحُجَّاج قبل مغادرتهم لمكَّة بالكعبة المشرفة؛ ليكون آخر عهدهم وختام نسكهم بيت الله الحرام.[٣]
المراجع ↑ سورة الحج، آية: 27-28. ↑ سورة آل عمران، الآية 97. ^ أ ب ت ث ج ح مجموعة من العلماء، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الثانية )، الكويت: دار السلاسل، صفحة 23-48، جزء 17. ^ أ ب "أنواع الحج أركانه وواجباته وسننه"، https://ar.islamway.net/، 15-9-2015، اطّلع عليه بتاريخ 26-10-2017. بتصرّف. ↑ ابن فارس (1979)، مقاييس اللغة، بيروت: دار الفكر، صفحة 500، جزء 4.بتصرف. ↑ رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن عبد الرحمن بن يعمر الديلي، الصفحة أو الرقم: 3016، صحيح. ↑ سورة البقرة، آية: 203.