كيفية حب الله

كيفية حب الله

ليس من المعقول أن يكون هناك أكثر من خالق لهذا الكون الذي نشكل نحن وعلى ضآلة حجمنا جزءاً هاماً وخطيراً منه، فالإنسان الذي يعش على الأرض هو مركز الكون وهو خليفة الله تعالى على مخلوقاته، وهو من سخر الله تعالى له كل شيء على الأرض وفي الكون، فكل ما بقي عليه هو أن يفرغ نفسه لخدمة نفسه لا أن يقاتل نفسه، ويهتم بأمور أخرى لا تشكل له قيمة ولا معنى، فيها هدر للوقت فقط وضيعة للطاقة والعمر.

حتى نقوم بمهماتنا الكونية، سخّر الله تعالى لنا كل شيء وأنعم علينا نعماً لا تعد ولا تحصى، فالله تعالى فد أمدنا بكل ما نحتاجه لنسود في هذا الكون ونسبر أغواره ونُعَظِّم من قيمة روحنا التي هي نفخة إلهية اختص بها بني آدم دوناً عن سائر المخلوقات. أعطانا الله تعالى العقل الواعي المدرك الذي يميز الصحيح من الخاطئ، والذي نستعمله أحياناً بطرق معاكسة لإرادة الله تعالى، وهي طرق الشر والشيطان، فالله تعالى هو من أمدنا بنعمه لكل خير وسلام ومحبة بين البشر، ولم يعطنا هذه الأمور حتى ننتهك الحرمات بها ونسفك الدماء ونبطش ونسرق ونظلم.

يحب الإنسان الله تعالى بمجرد أن يعرف صفاته، فصفاته الكاملة لا ينازعه فيها أحد، كما أنه يحب الله تعالى عندما يعي تماماً أنه سبحانه وتعالى أقرب إلينا من أنفسنا، وأنه يحبنا أكثر من حبنا نحن لذاتنا، وأنه يريد دائماً الخير لنا ولا يريد لنا الشر إطلاقاً، فهو قد أعطانا كل ما هو خير وميز لنا الشر ووضحه لنا، وأخبرنا أنه من حدوده التي لا يجوز علينا ولا بأي حال من الأحوال أن ننتهكها، فانتهاك حدود وحرمات الله هو سبيل الإفك والضلال والبعد عن منهج الله تعالى وخطته الشاملة الواسعة العامة.

نحب الله تعالى عندما نعلم أنه قرب بين أبناء آدم كلهم، فأبناء آدم كلهم إخوة، وهم سند ورديف لبعضهم البعض، فهم عندما ينتهكون حرمات بعضهم البعض قطعاً لم يعرفوا حب الله تعالى، فحب الله تعالى يقتضي أن يفعل الإنسان ويحرص على فعل كل ما يريده الله تعالى، لا أن يبتعد عن المنهج القويم والطريق السليم ويدعي أنه يحب الله تعالى.

وأخيراً حب الله تعالى يكون بحب رسله وأنبيائه وكتبه، فبهذه الوسائط اتصلنا مع الله تعالى وتعرفنا عليه، فمن أحبه أحبهم ومن أحبهم واقتنع بهم أحبه، فحبه وحبهم من المتلازمات.

المقالات المتعلقة بكيفية حب الله