من أتقن لغة الضاد ولغة القرآن الكريم، أتقن فنّ الخِطابة بطلاقة، والتعبير عن الذات والأحداث، واستطاع قراءة السور والآيات بلفظها الصحيح، فمن تعلمها بطرق سليمة منذ الصغر، أتقنها طوال العمر، ومن تعرض للتجاهل في التعليم أو استخدمت أساليب لا تتوافق ومستوى فهمه واستيعابه سواء أكان من قبل الأهل أو المعلم، فإنه لن يفلح كثيراً في تعلم اللغة، وسيجدها صعبة، وبالتالي سيحول ذلك دون التمكن منها.
إنّ أساس اللغة الحروف والأصوات، ولكن ما يهم في التعليم الصحيح، هو البدء من البداية بتسلسل ورَويّة، فلا ننتقل من حرف إلى آخر، دون التمكن من الحرف الذي سبقه.
كيفيّة تعليم اللغة العربية للأطفاللتعليم اللغة العربية للأطفال أساليبٌ كثيرة، لكن قبل أن نخطو أي خطوة يجب الاهتمام بترغيب الطفل بها لا ترهيبه، فحُب الشيء يساعد في تقبله وفهمه سريعاً، بالإضافة إلى استخدام التعزيز والمكافأة، والتي لا تتعدّى أن تكون طابعاً "Sticker" جميلاً لشخصيّات كرتونيّة أو رسومات تجذب الطفل وتبعث السرور في نفسه، ولا يخلو الأمر من تقديم بعض الألعاب كهدايا تحفيزيّة.
إن أردنا نتائج سريعة وذات فاعلية، يجب البعد عن الأساليب التقليدية كالتلقين، وقراءة الحروف وكتابتها على الدفتر، والطلب من الطفل نسخها مرة أخرى، فلنهتم بتعلم اللفظ أولاً، ثمّ نلجأ لتعلم كتابتها، ولنعطي كلّ حرف وصوت حقه ووقته أثناء التعليم، فما فائدة العجلة، وقد انقطعت السلسلة من البداية، ولنتذكّر أنّ اللعب يساعد كثيراً، في زيادة تركيز الطفل وتقبله للتعلم.
نستخدم بداية بطاقات جميلة كتبت عليها الحروف مع صورة لشيء يبدأ اسمه بالحرف المقصود، إمّا تكون متوفرة في المكتبات أو يبدع المعلم، بكتابتها وإضافة الصورة لها، ثمّ نبدأ بالحرف الأول الألف "أ"، فنسأل الأطفال على سبيل المثال: "حيوان صغير الحجم، يأكل الجزر وله أذنين طويلتين، فما هو اسمه؟"، سيجيبون إن عرفوا -وإن لم يعرفوا نساعدهم- إنه: الأرنب. ونستمع لهم واحداً تلو الآخر، دون تمييز أو تحييد أحدهم، ونبادرهم بالسؤال ثانية: هل تستطيعون لفظ اسمه بتأنٍ؟ ونساعدهم أيضاً في ذلك، ونسألهم مرّة أخرى: كيف نلفظ أوله؟ ونساعدهم ونريهم حركة الفم عند النطق، ونطرح سؤالاً آخر، هل تعرفون أن ما لفظناه الآن اسمه ألف، ثمّ نريهم البطاقة، وهنا نستخدم الصورة البصرية لتطبع في أذهانهم، فيرتبط مشهد الألف بالأرنب.
لكن الأمر لم ينته بعد، فهو يحتاج لما لا يقل عن أربعين دقيقة، ثمّ نحضر كرة وندعو الأطفال للعب، ونشجعهم من أجل الفوز، فعلى المعلم، رمي الكرة للطفل وسؤاله عن اسم فتاة أو فتى يبدأ بحرف الألف، فإن عرف يرميها بدوره لطفل آخر ويجب مساعدته ليعرف والبعد عن محاولة إثبات حالة فشل لديه، وملاحظة أن الأمر سيكون صعباً عليهم في البداية، لكن ببعض المساعدة بالإتيان بالأسماء دون أن نشعرهم بذلك، مع التشجيع مع كل اسم يذكره الطفل.
ملاحظة: نختار أسئلة تخص أسماء الفتيات والفتية، لأنها أسهل من اختيار اسم فاكهة أو خضار أو لون، خاصّة من هم في الخامسة من عمرهم، فليسوا جميعاً على علم بأسماء الأشياء، لذلك نلجأ لاختيار أسماء البنات والأولاد، خاصة أن لديهم مخزون كاف من أسماء أقاربهم، ودواليك نستخدم الطريقة ذاتها مع الحروف الأخرى، ولكن يجب محاولة ربط كل حرف بعد تعلمه من قبل الأطفال، مع الحروف السابقة، لتذكيرهم بها مراراً وتكراراً، وكي يستطيعوا تكوين كلمات.
هناك طرق وأساليب أخرى لتعليم الأطفال اللغة العربية، وعلى كل معلم، الإبداع باختيار طريقته، فمثلاً بالإمكان استخدام مسرح الدمى، خاصة إذا أحب الطفل شخصيات الدمى، وسؤالهم الأسئلة الخاصة بالطريقة السابقة من خلال الدمى نفسها. التعليم بحاجة لكثير من الصبر والعطاء والإبداع، لنحصل على نتائج يستمر مفعولها عمراً بأكمله، فينقل الأطفال عندما يكبرون التجرية لأطفالهم، فيمتد عطاء المعلم الأول لأجيال عدة.
المقالات المتعلقة بكيفية تعليم اللغة العربية للأطفال