علاقة الإنسان مع ربّه تعتبر علاقة الإنسان بربّه جلّ وعلا علاقة بين عبدٍ مخلوق وربّ خالق، فالمخلوق وكما هو معلوم له صفاته التي تدلّ على افتقاره ونقصانه وضعفه، كما أنّ لله سبحانه وتعالى صفاته التي تدلّ على ربوبيّته وألوهيّته من قدرةٍ وعلمٍ ومشيئة، فهو سبحانه بيده مقاليد السّموات والأرض، وبيده مقادير الخلائق جميعها، وعالمٌ بما كان وما هو كائن، وما سوف يكون من أحداث وغيبيّات، لذلك يحتاج العبد الضّعيف إلى بناء علاقة متينة مع ربّه عزّ وجل، مبنيّة على الإيمان به، والتّسليم بقدرته، ومشيئته، وما يتبع ذلك من توكّل عليه، ورجاء، ودعاء، واستغفار، وإنابة وخوف، وخشية.
كيف يتعامل الإنسان مع ربّه ولا شكّ بأنّ تعامل الإنسان مع ربّه عزّ وجلّ له سماتٌ وآداب وأحكام، ومن الأمور التي ينبغي على المسلم أن يراعيها في تعامله مع ربّه:
- أن يتحلّى المسلم في دعائه ومناجاته لربّه بالأدب وحسن الخطاب، فالمرء منّا إذا أراد أن يقابل مسؤولًا من النّاس تراه يتجهّز لذلك، ويعدّ كلماته جيّدًا، حتّى لا ينطق بكلمةٍ تغضب هذا المسؤول، ولله المثل الأعلى، فهو سبحانه الأحقّ بأن يتأدّب الإنسان معه، لأنّ ربّ الكون هو الخالق المستحقّ للعبادة وحده، وإنّنا نسمع كثيرًا في حياتنا تجاوز بعض النّاس في الحديث عن الله، أو في اعتراضهم على مشيئته وحكمه، ومثال ذلك من يقول مخاطبًا ربّه جلّ وعلا: ياربّ لماذا يصيبني كذا؟ أو ماذا فعلت حتّى يصيبني كذا وكذا؟ فعلى المسلم أن ينتقي عباراته جيّدًا عندما يخاطب ربّه.
- أن يدعو الإنسان ربّه بأحبّ الإسماء إليه، فكما يطيب للإنسان أن يُنادَى بأحبّ الأسماء إليه، فالله عزّ وجل أحقّ بذلك، والأسماء الحسنى ذكرها الله في كتابه وسنّة نبيّه عليه الصّلاة والسّلام.
- أن تكون علاقة المسلم مع ربّه وتعامله معه غير مبنيّة على المصلحة والمنفعة، فإذا مسّه سوءٌ أو ضررٌ أو بلاءٌ يئس من ذلك وقنط، وابتعد عن ربّه ودينه، وإذا أصابته سرّاء ونعيمٌ فرح لذلك، وأقبل على الدّين والعبادة وشكر الله، بينما يكون المسلم الصّحيحُ ثابتًا على حبّ الله، متمسّكًا بدينه مهما تغيّرت الظّروف والأحوال، وتبدّلت، وهكذا ينبغي أن تكون العلاقة مع الله دائمًا.
- أن يتذكّر الإنسان دائمًا ربّه عندما يقترف الذّنوب والمعاصي، ويسعى إلى التوبة فوراً، فالله يحبّ أن يسمع صوت عبده التّائب إليه من الذّنب، كما يحبّ أن يرى حال العبد في الخضوع والافتقار إلى رحمته والتّذلّل بين يديّه.