زُحل من كواكب المجموعة الشّمسيّة التي تدور حول الشّمس في مداراتٍ ثابتةٍ، ويمتاز هذا الكوكب عن بقيّة الكواكب بجماله؛ حيث يمكن مشاهدته بالمناظير البسيطة، ويُعدّ ثاني أكبر كواكب المجموعة الشّمسيّة من حيث الحجم، وجاء اسمه من الزّحل أي البطء، ويبعد عن الشمس أكثر من تسع مراتٍ ونصف بُعد الأرض عن الشمس .
يُعتبر كوكب زحل كوكباً غازياً، وحجمه أكبر من حجم الأرض بحوالي 750 مرةً، حيث يبلغ قطره 60.268 كيلومتراً، وكتلته أكبر من كتلة الأرض بحوالي 95 مرةً، وتبلغ كثافته 0.7 غم/سم مكعب، وهو بذلك أقلّ من كثافة الماء.
صفات كوكب زحليمتلك زُحل غلافاً جويّاً يتكوّن في الدرجة الأولى من غاز الهيدروجين والمركبات الغنيّة بالهيدروجين، ويمتلك طاقةً أكبر من التي يمتصها من الشّمس؛ لذلك يعتقد العلماء أنّ هذه الطاقة الإضافيّة تنتج من انكماشه المستمرِّ البطيء.
يأخذ زحل الشكل الكروي المفلطح حيث يظهر مفلطحاً عند القطبين ومنتفخاً عند الاستواء، ويتكوّن من نواةٍ صخريةٍ صغيرةٍ تشبه في تكوينها نواة الأرض إلّا أنها ذات كثافةٍ أكبر، وتُحاط هذه النواة في معظمها بالهيدروجين والهيليوم، كما توجد طبقةٌ من الهيدروجين المعدني السائل ثم طبقة من الهيدروجين والهيليوم السائل، بالإضافة إلى الغلاف الغازي وكمياتٍ ضئيلةٍ من المواد المتطايرة المختلفة، وتمتلك هذه النواة طاقةً حراريةً عاليةً جداً تقدّر بحوالي 11.700 درجةٍ مئوية، كما أنّ العلماء لم يستطيعوا تحديد درجات الحرارة على سطحه ومقدار الضغط نظراً لمقدارهما الكبير، وعدم تواجد أدوات وأجهزة تتحمّل ذلك.
يمتلك كوكبُ زُحل أربع حلقاتٍ رقيقةٍ وعريضةٍ، تحيط به دون أن تلامسه، وقد كان العالم (غاليليو) أوّل من شاهد هذه الحلقات، حيث ظهرت له على شكل قبضتين على طرفيّ الكوكب، لذلك لم يستطع غاليليو تمييزها، ولكن في عام 1659م لاحظ العالم الهولندي (هايجنز) أنَّ هذه الحلقات منفصلةٌ وتحيط بالكوكب ولا تلامسه.
تنقسمُ هذه الحلقات إلى حلقاتٍ داخليةٍ باهتةٍ، وهي الأقرب إلى الكوكب، وهناك حلقاتٍ خارجية باهتة تبتعد عن الكوكب، ويُعدّ الفاصل بين هذه الحلقات فراغاً مظلماً يسمّى فراغ كاسيني، كما أنّ هذه الحلقات بعضها لامعٌ وبعضها معتمٌ، ولكنّ الأشدّ لمعاناً هي التي تقع في المنتصف.
يعتقد العلماءُ أنّ هذه الحلقات ما هي إلّا بلايينُ الأقمار الجليديّة الرقيقة التي تدور في فلكه، أو أنّها موادٌ لقمرٍ لم يتكوّن بعد، أو بقايا أحد الأقمار المنفجرة وهي في أثناء طور التكوين.
يمتلك زُحل ثمانية عشر قمراً يدور حوله، بعضها محدّبة بشكلٍ مستطيلٍ ويبلغ طولها ضعف عرضه، وقد تمّ التوصل إلى هذه الأقمار منذ زمنٍ بعيدٍ، ويعدّ القمر (تيتان) أكبر هذه الأقمار وأكثرها سطوعاً، حيث يبلغ حجمه حجم كوكب عطارد، وتعادل كتلته تقريباً ضعف كتلة قمرنا الذي يدور حول الأرض، ويدور قمر (تيتان) حول زُحل في مدةٍ تصل إلى 16 يوماً، ويمتاز هذا القمر بأنه يمتلك غلافاً جوياً معظمه من غاز الميثان.
المقالات المتعلقة بكوكب زحل من الداخل