كم يبلغ طول نهر النيل

يعتبر نهر النيل من أطول أنهار العالم إذ ينبع من جنوب القارة الأفريقيّة ليصب في البحر الأبيض المتوسط شمالاً قاطعاً مسافةً تزيد عن 6650 كم، كما يعتبر نهر النيل بالإضافة إلى نهر الفرات من أكثر أنهار الوطن العربي غزارةً بالمياه.

لقد كان لنهر النيل الأثر الكبير في بناء الحضارة المصرية القديمة وكما قال أحد المؤرّخين "أنّ مصر هبة النيل" فلولا نهر النيل لما قامت حضارةٌ في مصر؛ لأنّها من البلدان التي تقع تحت تأثير المناخ الصحراوي قليل الأمطار.

ينبع نهر النيل من هضبة البحيرات في جنوب السودان، وتبدأ رحلته الأولى من بحيرات "فكتوريا، وادوارت، وآلبرت" وأكبر مخزنٍ لنهر النيل هي بحيرة فكتوريا، جميع هذه البحيرات تقع في بيئةٍ يسودها المناخ الاستوائيّ الذي يتميز بأمطاره الدائمة، كما يمر مجرى النهر في بيئاتٍ يسودها نمط الإقليم الموسميّ الذي يتميز بأمطاره الصيفية؛ لذلك يعتبر موسم فيضان نهر النيل هو فصل الصيف، وهذه ميزةٌ مضافةٌ لنهر النيل خاصةً عندما يدخل الأراضي المصرية حيث تكون الأراضي المصرية بحاجةٍ إلى المياه، على العكس من نهر الفرات الذي تفيض مياهه في فصل الربيع بسبب ذوبات الثلوج في هضبة الأناضول التركية والتي هي منبع نهر الفرات.

يتكوّن نهر النيل من فرعين رئيسيين هما فرع النيل الأبيض الذي ينبع من شرق القارة الأفريقيّة، والنيل الأزرق الذي ينبع من هضبة أثيوبيا "الحبشة" ويمر النهر من بداية تكوّنه بأراضي عشر دولٍ أفريقيةٍ مشكّلةً ما يعرف بدول حوض النيل تتشارك جميع هذه الدول بحقوق الانتفاع من مياه نهر النيل.

يلتقي فرعا نهر النيل (النيل الأبيض والنيل الأزرق) بالقرب من العاصمة السودانية الخرطوم ويستمر جريان مياه النهر باتجاه الشمال باسم النيل ويرفده في الأراضي السودانية نهر عطبرة الذي ينبع من المرتفعات الأثيوبيّة، ويتصل بنهر النيل بعد الخرطوم ويكون قد قطع مسافة 800 كم تقريباً، قبل أن يدخل النيل الأراضي المصرية ينحني النهر بالاتجاه الجنوبي الغربي ثم يعود إلى مجراه الأصلي باتجاه الشمال، ويُطلق على هذا الجزء المنحي من النهر "الانحناء العظيم للنيل" فبعد أن يعود مجرى النهر إلى اتجاهه الطبيعيّ يدخل الأراضي المصرية فيسير مجرى النهر لمسافة تقارب 270 كم قبل أن يدخل بحيرة ناصر وهي بحيرةٌ صناعيّةٌ ويخرج منها متّجهاً شمالاً حتى يقترب من مصبّه في البحر الأبيض المتوسط فينقسم إلى فرعين هما دمياط والرشيد مشكلاً بين فرعيه دلتا تعتبر تربتها من أكثر أنواع التُرَبِ خصوبةً.