تعرّف الكروموسومات بأنّها وحدة البناء لخلايا جسم الكائنات الحيّة جميعها كالإنسان، والنبات، والحيوان، وتتكوّن الكروموسومات من المادّة الوراثيّة والتي تعتبر المادّة المسؤولة عن نقل الصفات الوراثيّة من الآباء للأبناء، وحتّى أصغر الكائنات كوحيدة الخليّة تمتلك كروموسومات لنقل الصفات الوراثيّة.
عدد الكروموسومات الموجودة عند الإنسانتتكوّن كل خليّة في جسم الإنسان من 46 كرموسوماً، منظّمة على شكل أزواج ويُطلق على كلّ زوج اسم الروماتيد، ولقد حدّد العلماء لكلّ زوج من الكروموسومات رقماً خاصّاً مختلفاً عن الآخر للتمكّن من تمييزه ومعرفة الصفات التي يحملها، وتبدأ الأرقام من الرقم 1 إلى 23، ويُسمّى الكروموسوم رقم 23 بزوج الكروموسومات الجنسيّة، بينما الأزواج الأخرى تُسمى الكروموسومات غير الجنسيّة والجسدية، وبالتالي فإن جميع الخلايا في جسم الإنسان تحتوي على رقم ثابت من الكروموسومات وهو 46 ما عدا الخلايا الجنسية التي تحتوي على نصف هذا العدد فقط وهو 23 كروموسوم؛ وذلك من أجل إتمام عمليّة التزاوج بين الذكور والإناث بالشكل الصحيح.
اكتشاف الكروموسوماتلقد تمّت ملاحظة وجود الكروموسومات في العصور القديمة عند أحد أصناف النباتات وذلك خلال دراسة عالم النباتات كارل ولهيلم لعلم النبات، والكروموسوم كلمة يونانيّة تعني الجسم الملّون، وتمّ التوصّل إلى عدد الكروموسومات الموجودة في العديد من أصناف الحيوانات كالقرد الذي 48 كروموسوماً، والفيل الذي يحمل 56 كروموسوماً، وإنّ عدد الكروموسومات لا يرتبط بحجم الكائنات الحيّة مطلقاً.
الكروموسومات في جسم الإنسانتعدّ المادة الوراثيّة "DNA" التي تحملها الكروموسومات هي المادّة الرئيسيّة لنموّ الأجنة في رحم الأم ولتطوّره بالشكل المناسب، وترتبط الكثير من الأمراض الوراثيّة ارتباطاً وثيقاً بهذه المادّة، فعندما لا تحتوي خلايا جسم الجنين على العدد المطلوب من الكروموسومات فإنّه يُصاب بالكثير من الأمراض نتيجةً لهذه الاضطراب الجينيّ.
كمثال على الأمراض التي تتعلق بالكروموسومات "متلازمة داون" حيث يمتلك المصاب بمتلازمة داون 47 كروموسوماً، وهذه الزيادة في عدد الكروموسومات نتجت بسبب وجود نُسخ إضافيّة منها، حيث إنّه في هذه الحالة تكون النسخة الإضافيّة ناتجة في الكروموسوم رقم 21، كما يمكن حذف بعض النسخ ليقلّ عدد الكروموسومات المكوّنة للجنين فتصبح 46 كروموسوماً، حيث يمكن تغيير وتنظيم وإعادة ترتيب المادّة المكوّنة للكروموسومات للتأثير على تطوّر الطفل ونموّه.
إنّ نقل هذا النوع من الاختلالات والاضطرابات ليس بالضرورة أن يكون من الآباء إلى الأبناء كالاعتقاد السائد، فقد يولد الجنين بعدد طبيعيّ من الكروموسومات ويكون خالياً من الأمراض والاضطربات الجينيّة بينما يُعاني أحد والديه من المشاكل.
المقالات المتعلقة بكم عدد كروموسومات الإنسان