توجد في فم الإنسان البالغ أربعة ضروس عقل، اثنان في الفك العلوي، واثنان في الفك السفلي، وتعرف هذه الضروس باللغة الإنجليزية بمصطلح (Wisdom tooth)، وهي ضروس تظهر في فك الإنسان بعد أن يتجاوز عمر الثامنة عشر، ويستمر ظهورها حتى عمر الخامسة والعشرين، لذلك سمّي باسم ضرس العقل للدلالة على الرشد، والتقدّم في السن.
تعتمد طبيعة ظهور ونموّ ضروس العقل على مجموعة من العوامل الوراثية، والصحيّة التي ترتبط بطبيعة الطعام الذي يتناوله الإنسان، وتركيبة الفكين العلوي، والسفلي في الفم، فالناس قديماً كانوا يأكلون الطعام الجاف، وغير المطبوخ، وهذا ما أدّى إلى سهولة ظهور ضروس العقل عندهم، بالمقارنة مع الأجيال الحالية، والتي تُعاني معظمها من صعوبة في ظهور ضروس العقل بشكل صحيح في أماكن تواجدهما في الفكين.
يواجه العديد من الأشخاص مشاكل صحية في الفترة العمرية التي تبدأ فيها ضروس العقل بالظهور كأسنان إضافية، ومن أكثر هذه المشكلات انتشاراً:
يعد من أكثر مشاكل ضروس العقل انتشاراً بين الناس؛ إذ تسبب ضروس العقل ألماً عند نموها، ومحاولتها للخروج من اللثة، وتتراوح شدة الألم بين البسيط، والشديد بناءً على طبيعة نمو ضرس العقل، وقد يظهر جزءٌ بسيطٌ منه خارج اللثة، ويظل الجزء المتبقي داخلها، لتحدث فيه تراكمات للكلس، وبقايا الطعام مما يؤدي إلى تسوسه، وحدوث التهاب في اللثة، قد ينتج عنه في مراحل متقدمة حدوث تعفن في منطقة وجود ضرس العقل، ويجب عندها حدوث تدخل طبي فوري.
هو من أكثر مشاكل ضروس العقل إزعاجاً؛ إذ ينتج عنه نمو ضرس العقل داخل اللثة، فيظل مدفوناً بالفك، وينمو بطريقة خاطئة ليصطدم مع الأسنان الأخرى، مما يؤدي إلى حدوث التهابات باللثة، قد تمتدّ إلى الإصابة بأمراض بكتيرية، ذات مضاعفات تؤثّر على مكان وجود الضرس، وعلى العنق بأكمله.
قد ينمو ضرس العقل بشكل مائل، ممّا ينتج عنه تأثيرٌ سلبيٌ على عصب الأسنان، فيصعب تنظيفه باستخدام فرشاة الأسنان، ويتكون حوله جيبٌ من اللثة المتجمعة عليه، ليستقرّ فيها الطعام بسهولة، فتؤدي إلى تسوسه، وتسوس الضرس الذي بجانبه لينتج عن ذلك ألم شديد.
إن علاج ضروس العقل يعتمد على طبيعة المشكلة التي يعاني منها، ومن أهم العلاجات المستخدمة لضروس العقل: