السجود ركنٌ من أركان الصلاة، ولا تقبل الصلاة إلا بتأديته، وهي لحظة روحانية، يكون فيها العبد أقرب إلى ربه، بشرط أن يكون قد ترك هموم الدنيا، ومشاغلها، واستشعر عظمة الخالق وقربه منه، وناجاه ودعاه، ليريح قلبه ويغفر ذنبه، وجعل مثواه الجنة.
شروط سجود التلاوةيشترط لسجود التلاوة ما يشترط للصلاة، من طهارة، وتمييز، وسترٍ للعورة، واستقبالٍ للقبلة، وهذا ما أجمع عليه أغلب علماء الشريعة، ولكن الشيخ ابن باز أجاز للساجد عدم الطهارة، ولكن من الأفضل أن يبتعد الفرد عن ما قد يوقعه في الخطأ وأن يتطهر عند الصلاة، وقراءة القرآن، والسجود والركوع، إن كان في الصلاة أو في غيرها.
كيفية أداء سجدة التلاوةوالسجدات في القرآن تختلف في التسمية عن سجدات الصلاة، فهي تعرف بسجدات التلاوة، وهي تؤدى بطريقة سجدة الصلاة نفسها، أي: يقوم الفرد بسجدة واحدة عند تلاوته لإحدى الآيات التي تحتوي على سجدة، فيكبر، ويقول سبحان ربي الأعلى ثلاثاً، ويدعو بالدعاءالتالي: "سجد وجهي للذي خلقه وصوره وشق سمعه وبصره بحوله وقوته فتبارك الله أحسن الخالقين".
ومن ثم يرفع من السجود ويكبر، وذلك إن كان خلال الصلاة، أو في القراءة العادية للقرآن، ويجوز في صلاة الجماعة أن يقوم الإمام بسجدة التلاوة ومن ورائه في الصلاة، وبعض العلماء يشترط في سجدة التلاوة الطهارة، والبعض الآخر ينفي ذلك، ومنشأ الخلاف نابع من الاختلاف بأن سجدة التلاوة صلاة أم لا.
حكم سجود التلاوةمن الراجح عند جمهور العلماء أن سجود التلاوة سنة مؤكدة عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، سواء كان القارئ يقرأ من القرآن أو يسمع عن ظهر قلب، أو خلال الصلاة، أو خارجها، وهذا يعني أنها أقرب للفريضة، ولكنها أقل منزلة، ولكن لا يؤثم تاركها، وهي تعتبر كالنافلة في الإسلام، ومن اعتمد أنها نافلة، أوجب الطهارة عند أدائها.
عدد السجدات في القرآنيوجد خمس عشرة سجدة في القرآن الكريم، موزّعة بين السور المختلفة، وهي دالة على نفسها، وقد روي عن ابن العاص، -رضي الله عنه-:" أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، أقرأه خمس عشرة سجدة في القرآن، منها ثلاث في المُفصَّل، وفي سورة الحج سجدتان"، وسنذكرها فيما يلي:
المقالات المتعلقة بكم عدد السجدات في القرآن