كم عدد الديانات في الهند

كم عدد الديانات في الهند

الهند

تعج الهند بالكثيرٍ من الأديان والمعتقدات، ولم يتمّ التعرّف حتى هذه اللحظة على الديانات الهنديّة التي سبقت الديانة الفيديّة، ولم تكن الديانة البوذيّه هي طليعة الديانات على تلك الأرض بل سبقتها دياناتٌ عدّة ومختلفة لم يتمّ التعرف منها إلا ما وجد في العصر الفيدي، وتتوزع الهند ما بين طوائفٍ عرقيّة ودينيّة بحيث يحمل كلٌ منها تاريخاً غنياً ثرياً بالأحداث والجذور العميقة القديمة قدم الإنسان نفسه.

الديانات في الهند

الطوائف العرقيّة

تقسم هذه الطوائف إلى :

  • الدرافيديّة: هي ديانة برهميّة، أخذت كلمة فيدا من اللغة السنسكريتيّة وتعني علماً أو معرفة أو قانوناً، ولهذا الدين كتبٌ أربعة سميت أناجيل البراهمة، وتختلف الآراء في الفترة التي وجدت أو وضعت فيه تلك الأناجيل، وقد قيل بأن هذه الفيدا أقدم من التوراة بآلاف الأعوام، وهي مؤلفة من أسفارٍ أربعة، وهي:
    • الساما فيدا.
    • الريجا فيدا.
    • الأثارا فيدا.
    • الباجورا فيدا.

قد أطلق الغربيّون على تلك الديانة اسم (الهندوكيّة)، لكنّ المنتمين للديانة يستخدمون كلمة دراما للتعريف عن ديانتهم، والتي تعني التفكير والحياة أو نهج الحياة. يعتبر الفيديّون من أقدم الشعوب التي استوطنت شبه القارّة الهنديّة، ويعتقد بأن يكونوا من شعوب البحر الأبيض المتوسط ذوي البشرةِ السمراء، وقدموا إلى الهند من الجهة الشماليّة الغربيّة، حيث عملوا على تأسيس حضارةٍ مدنيّةٍ هناك وتحديداً في وادي نهر السند والتي ازدهرت سنة ألفين وخمسمئةٍ قبل الميلاد.

  • الآريّة: وصلت إلى الهند عن طريق البنجاب سنة ألفٍ وخمسمئةٍ قبل الميلاد، ووصلت أولى القبائل الآريّة على الأرجح من المناطق الواقعة إلى الجنوب من روسيا واستوطنت الهند، وقد تميّزت عن الشعوب الأصليّة التي تقطن المنطقة بلون بشرتها الفاتح، والتنظيم الاجتماعي الذي كانت تتبعه وتقدمها في آليّة استخدام الأدوات الزراعيّة والصناعيّة.

تمكّن الآريون بعد فترةٍ زمنيّة من السيطرة على المناطق الواقعة إلى الشمال من الهند، وامتدّ انتشارهم إلى الجنوب حيث عملوا على إقامة حضارةٍ برهميّة تشكّلت منه الأصول الأساسيّة للمذهب الهندوسي.

بالإضافة لما ذكر فهناك عددٌ من العرقيّات الصغيرة الأخرى والتي لا تتجاوز في انتشارها الثلاثة بالمائة من سكان الهند، ومن أهم هذه العرقيّات المنغوليّون.

الطوائف الدينيّة

تقسم إلى :

  • الهندوسيّة: تعتبر من أقدم الديانات الهنديّة وأوسعها انتشاراً، ويقسم الهندوس إلى ثلاثة أقسام أو جماعات، هي: عبدة الآلهة شيفا، وعبدة الآلهة فيشنا، وعبدة الآلهة شاكتي. لهذه الديانة عددٌ من الجماعات والفرق، وكل منها شكلث عبادة خاصة بها، وتقوم الحياة الاجتماعيّة لأتباع هذه الديانة على نظامٍ قديم في الهند يطلق عليه فارنا أو الطبقات، وبناءً عليه فإنه يتمّ تقسيم المجتمع إلى عدد من الطبقات، هي:
    • الطبقة البيضاء (البرهميين) وتضمّ العلماء والقساوسة.
    • الطبقة الحمراء (الكاشتري) وتضم الإداريّين والجنود والحكّام.
    • الطبقة الصفراء (الفيزيّـــة) وتضم التجار والمزارعين والفلاحين.
    • الطبقة السوداء (الســودرا) وتضم العمّال المهرة كالنساجين والخزافين والخدم وصانعي السلال.
    • (الشودرا) وتضم القائمين بالخدمات الدونيّة والحقيرة، والذين يعاملون بقسوة من قبل البراهميين لدرجة تجنب الاقتراب منهم أو لمسهم، ويعرف هؤلاء أيضاً بالمنبوذين.
  • البوذيّة: هي ثاني أقدم ديانة في الهند، وتعتبر حركةً دينيّة إصلاحيّة أبصرت النور في القرن السادس قبل الميلاد بالتزامن مع ظهور أوّل إمبراطوريّة هنديّة وهي إمبراطوريّة موريا، وقد أصبحت البوذيّة هي الديانة الرئيسيّة في الهند، وقد اختلطت مظاهرها بالهندوسيّة.

يقوم المذهب البوذي على عدم الاعتراف بالآلهة، لكنهم بدؤوا يتقربون إليها لاحقاً لهذا لم تكن مواقف أتباع هذا الدين خالصةً له، بل كانت عبارة عن خليط منها ومن الديانة الهندوسيّة، وقد أسهم هذا الأمر في تلاشيها بشكلٍ تدريجي واندماج أتباعها في الطقوس والتقاليد الهندوسيّة وآلهتها، حتى أدّى هذا الأمر إلى ظهور الديانة البوذيّة بمظهر الهندوسيّة، وأدى هذا الأمر إلى استعادة الديانة الهندوسيّة لمكانتها التي كانت عليها قبل ظهور البوذيّة.

  • الجينيّة: تعتبر واحدة من الديانات المنتشرة في الهند، لكنّ عدد أتباعها قليلون، وقد كان قيام هذه الديانة كالبوذيّة في وقت ثورة الطبقة المحاربة على طبقة البراهمة لسيطرتهم واستحواذهم على كافة الامتيازات في البلاد، فقام مهاويرا الذي ينتمي إلى الطبقة المحاربة بتأسيس الديانة الجينيّة التي تختلف عن الديانة الهندوسيّة البراهميّة، وعلى وجه الخصوص في طريقتهم في التقسيم الطبقي للناس، بالإضافة لعدم الاعتراف بالآلهة الهندوسيّة ولا بموضوع تناسخ الأرواح.

دعت الديانة الجينيّة إلى التجرّد من شرور الحياة وأنانيتها وشهواتها، حتى تصل النفس الإنسانيّة إلى حالةٍ من الجمود والخمول فلا تشعر بعدها بأي أمرٍ يحدث حولها. على الرغم من قلة أتباع معتنقي هذه الديانة، إلا أنهم من أكثر شعب الهند نجاحاً وثراءً، وقد اعتبر أتباع هذه الديانة في يومنا هذا من الطبقة العليا اجتماعياً واقتصاديّاً، كما وأن لها إسهامات لا يستهان بها في التراث الهندي العقلي والثقافي.

  • الإسلام: دخل الإسلام على الهند في القرن الحادي عشر للميلاد، حيث قدم من إيران، وآسيا الوسطى، وأفغانستان، حيث توجه الحجاج بن يوسف بحملةٍ قويّة إلى الهند بغرض فتحها، وقد ترأس تلك الحملة ابن أخيه محمدٍ بن يوسف الثقفي، واستطاع من خلالها ضم العديد من الأجزاء الهنديّة.
  • السيخ: تعني كلمة السيخ (التابع)، وهذا المعنى يعرّف بهدف الديانة التي تتبع تعاليم عشرة من المعلمين الروحيين، ويحتوي الكتاب المقدّس للسيخ على تلك التعاليم.
  • المسيحيّة: انتشر الدين المسيحي في الهند بعد دخول الإنجليز إليها وتردد البعثات التجاريّة القادمة من الغرب، ويكثر معتنقو الدين المسيحي في جنوب الهند بشكلٍ خاص أكثر من الشمال، ولا يعني انتشار الدين المسيحي في الهند من قبل الإنجليز بأنه لم يكن موجوداً في السابق.

يشكل عدد المسيحيين في الهند ما نسبته 2.3% من المجموع العام للسكان في الهند يقطن معظمهم في المناطق الحضريّة من البلاد، والتركيز العالي لهم في ولايات كيرالا، وتاميل نادو، وجياو، بالإضافة لهذا فإن المسيحيين يشكلون الغالبيّة العظمى في عددٍ من الولايات الصغيرة الواقعة في شمال البلاد وهي ميغالايا، وناجلاند، وميزورام.

المقالات المتعلقة بكم عدد الديانات في الهند