الأنبياء أيّد الله سبحانه وتعالى أنبياءه بالمعجزات التي تحدّوا بها أقوامهم؛ فالمعجزة لغة من العجز وعدم القدرة، واصطلاحًا هي أمرٌ خارق للعادة يجريه الله سبحانه وتعالى على يد نبيّ من أنبياءه مقترنًا بالرّسالة متحديًا فيه البشر أن يأتوا بمثله، فالمعجزة هي خلاف ما اعتاده البشر من أمور الحياة وأسبابها، فما هي معجزة كلّ نبيّ من الأنبياء؟
معجزات الأنبياء - بيّن الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز، ما أيّدَ به نبيّه موسى عليه السّلام من المعجزات، التي تحدّى بها فرعون وقومه، وهذه المعجزات هي العصا التي تتحوّل إلى ثعبانٌ مبين، واليد التي تخرج بيضاء للنّاظرين، وقد ناسب أن تكون تلك المعجزة من جنس ما اشتهر به قوم فرعون وتميّزوا به، حتّى يدركوا حينما يرون الحقّ أنّ ذلك خلاف ما صنعته أيديهم، وأخرجته عقولهم من أمورٍ مزيّفة وسحر ظاهر، فقد تميّز قوم فرعون بوجود سحرة ماهرين فيهم، يخيّل إلى النّاس أنّهم يحوّلون عصيّهم إلى ثعابين حقيقيّة، وقد رأى السّحرة الحقّ المبين حينما تنافسوا مع موسى عليه السّلام فجعلوا له موعدًا يوم الزّينة؛ حيث أظهر الله الحقّ بتحوّل عصا موسى عليه السّلام إلى ثعبان عظيم يلتقم ما أخرجه السّحرة من السّحر والزّيف، وقد خرّ السّحرة عندما رؤوا ذلك ساجدين، وقالوا آمنّا بربّ العالمين.
- ذكر الله عزّ وجل معجزة سيدنا صالح عليه السّلام وهي النّاقة، التي طلب قومه إخراجها من الجبل حتّى يؤمنوا بدعوة الله، وقد ظلّت الناقة آية ومعجزة يشرب منها القوم، حتّى أقدم شقيّ من قوم صالح على عقر النّاقة، وقد أمهلهم صالح عليه السّلام ثلاثة أيام قبل أن يأتيَهم العذاب المحتوم.
- ذكر الله عزّ وجلّ في كتابه معجزة سيّدنا عيسى عليه السّلام حيث برع النّاس في عصره في مجال الطبّ فناسب أن يؤيّد الله سبحانه نبيه عيسى عليه السّلام بمعجزات من جنس ذلك العمل؛ حيث كان يبرىء الأكمه والأبرص، ويحيي الموتى بإذن الله، ليبيّن لقومه أنّ تلك معجزات وآيات من ربّ العالمين دليلًا على صدق دعوته، وعلى الرّغم من ذلك فقد كاد له كثيرون من قومه حتّى همّوا بقتله فرفعه الله إليه وطهّره من دنس الكافرين.
- معجزة سيّدنا محمّد عليه الصّلاة والسّلام خاتم النّبيّين؛ حيث أيّده الله بمعجزة انشقاق القمر حتّى رأى ذلك النّاس عيانًا، كما أيّده بمعجزة القرآن الكريم، الذي تحدّى الله فيه البشر أن يأتوا بسورةٍ من مثله في أوج فصاحة اللّسان، وفي عزّ سحر البيان.