أول ما يخطر لنا عند الكلام عن المرأة شاعر المرأة نزار قباني الذي نادى بحقوقها الإنسانية وعدم وئدها في حياتها بآلاف العادات والتقاليد وتحت كل الأسماء ، لماذا إذا أحب الرجل كان فخراً له وإن أحبت المرأة فهو عارٌ وعارٌ لا يقف عندها فحسب بل يتبع أهلها وعشيرتها ، نادى نزار قباني بحرية العشق للمرأة كونها إنساناً يشعر ويحس وله الحق التعبير عن ما أكن وما يعيش ، فقال :
لماذا في مدينتنا ؟ نعيش الحب تهريباً وتزويراً ؟ ونسرق من شقوق الباب موعدنا ونستعطي الرسائل والمشاويرا لماذا في مدينتنا ؟ يصيدون العواطف والعصافيرا لماذا نحن قصديرا ؟ وما يبقى من الإنسان حين يصير قصديرا ؟ لماذا نحن مزدوجون إحساسا وتفكيرا ؟ لماذا نحن ارضيون .. تحتيون .. نخشى الشمس والنورا ؟ لماذا أهل بلدتنا ؟ يمزقهم تناقضهم ففي ساعات يقظتهم يسبون الضفائر والتنانيرا وحين الليل يطويهم يضمون التصاويرا أسائل دائماً نفسي لماذا لا يكون الحب في الدنيا ؟ لكل الناس كل الناس مثل أشعة الفجر لماذا لا يكون الحب مثل الخبز والخمر ؟ ومثل الماء في النهر ومثل الغيم ، والأمطار ، والأعشاب والزهر أليس الحب للإنسان عمراً داخل العمر ؟ لماذا لايكون الحب في بلدي ؟ طبيعياً كلقيا الثغر بالثغر ومنساباً كما شعري على ظهري لماذا لا يحب الناس في لين وفي يسر ؟ كما الأسماك في البحر كما الأقمار في أفلاكها تجري لماذا لا يكون الحب في بلدي ضرورياً كديوان من الشعر
ومن هذه القصيدة وغيرها نقف أمام أمر غالينا في تفسيره وتكافح المرأة طوال حياتها كي تعي أسبابه علها تزيل هذا الوزر الذي هو ليس لها عن كتفها لتعيش حياة طبيعية مثلها كمثل أي إنسانٍ آخر ، كي لا تكن هي المسئولة عن غباء مجتمعاهتها وتسلطها واستبدادها ، تكافح المرأة كي تنتشل نفسها من تحت مصب كل الآفات النفسية المجتمعية التي لا تنفك تغدق عليها كل اسقاطاتها نتيجة القهر الذي تعيشه هذه المجتمعات ، فتفرغ نتاج كبتها على المرأة ، لا زالت تطالب بحقها لا لتأخده بل لتستطيع عيشه بين كل هذا الكم العالمي من الأفكار المغوطة التي باتت رواسخاً في عقول البشر ، ونتيجة ملايين السنسن من الاستبداد والقهر خرجت المرأة بأشكال عدة ومفاهيم مختلطة حول الحرية والحق ، فبعضهن خرجن من الاستعباد لاستعباد آخر فظنت المرأة انها بابرازها لجسدها بأكبر قدر ممكن ذلك حرية وهو بعينه استبداد آخر كون ذلك يحولها إلى سلعة وليس كيان انساني مستقل ، ربطت الحرية بأمور أقل ما تكون هي حرية شخصية بديهيا أن لا يعترضها أحد كنوع اللباس وغيره ، فبتنا نرى المرأة التي تدعي التحرر تبرهن على ذلك من خلال جسدها ، وهي حرة بذلك لكنه ليس المطلوب لترسيخ كيان المرأة كقوة فعالة في المجتمع لا قوة مستغلة مستهانة ، ونرى الرجل بكامل هندامه وبدلته يتنقل كصيادِ الطرائد ، مستعبداً المرأة مرة أخرى بشكل جديد، فنراها في كل الإعلانات والأغاني وغيرها كمروج لهذه المنتجات ولا نرى الرجل يستعرض إلا نادرا ، المرأة يجب أن ترفض كل قيد في تحديدها في لباسها وهو قيد من حيث الطرفين القصويين إما الاستتار الكامل أو التعري المفرط وكل تطرف خاطئ ، وعلينا اولا أن نخرج هذه الأفكار السطحية من عقولنا كي نسمو لما هو لائق بعقولنا فتقر المرأة نفسها وكيانها ويلتزم الطرف المجتمعي كله بهذا الإقرار بل ويعمل على ترسيخه ، وليس علينا ان نذكر اهمية المراة في المجتمع فهو واضح لا اختلاف عليه إنما يجب علينا مواجهة نفسنا به وتقبله كطبيعة بشرية ، ونحن كمجتمعات عربية نعاني من تنحي المرأة عن المجتمع العملي بكل مكوناته او اقتصارها على العمل ضمن أنواع محدده فالمجتمع بحاجة لكل عقل وكل قوة حتى يشبّ في هذا العالم ويثبت نفسه ولن يحدث ذلك أبدا ما دمنا عنصريين اتجاه كل شيء . ويجب الغعتراف بدور المراة شئنا ام أبينا لكي نسمو بنفسنا وإلا فهنيئا لنا الدور الثالث وحتى العاشر في سبتاق العالم نحو التقدم والاعتراف كاملا غير منقوص ، المرأة ككيان إنساني لا كتابعة لدين ما أو جنس او عرق .
المقالات المتعلقة بكلام عن المرأة