قيام الليل في شهر رمضان قيام الليل هو عبادة تقرب العبد من ربه سبحانه وتعالى، وتعني قضاء الليل أو جزءاً منه بالطاعات تقرباً لله جل وعلا، وحكمه في الشريعة الإسلامية سنةٌ مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، ومعنى ذلك أنّ فاعلها يثاب في حين لا يعاقب تاركها، ويمتد وقت القيام من بعد صلاة سنة العشاء إلى ما قبل أذان الفجر، وأمّا فيما يتعلق بعدد الركعات فهو غير محددٍ لأنّها نافلة، أي تطوع من العبد يجازيه الله ثواب الدنيا والآخرة بالكمية والكيفية التي أداها، ولكن عدد الركعات يجب أن يكون فردياً وأن تنتهي بالوتر.
يختلف القيام في الليالي العادية عنه في شهر رمضان المبارك، لأنّ هناك صلاة التراويح التي تؤدي بعد سنة العشاء، ويبدأ عدد ركعاتها من 8 إلى 20 ركعةً، وسميت بذلك لأنّها تروّح عن المسلم وتريحه نفسياً وروحياً وجسدياً، فيما يقول آخرون أنّ التسمية جاءت لأنّ الإمام يعطي المصلين استراحةً بين كل ركعتين، يتم فيها ذكر الله والصلاة على رسوله.
فضل قيام الليل - زيادة تقى العبد وإيمانه، فتجعله يتقرب من ربه خوفاً من عذابة وطمعاً في ثوابه.
- سدّ النقص في الفروض، فقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه قال: (إنَّ أوَّلَ ما يحاسبُ بِه العبدُ يومَ القيامةِ من عملِه صلاتُه فإن صلحت فقد أفلحَ وأنجحَ وإن فسدت فقد خابَ وخسرَ فإن انتقصَ من فريضة شيئًا قالَ الرَّبُّ تبارك وتعالى انظروا هل لعبدي من تطوُّعٍ فيُكمَّلَ بِها ما أنتقصَ منَ الفريضةِ ثمَّ يَكونُ سائرُ عملِه علَى ذلِك) [صحيح الترمذي].
- سبب من أسباب دخول الجنة، فقد روى عبد الله بن سلام عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: (يا أَيُّها الناسُ ! أَفْشُوا السلامَ ، و أطْعِمُوا الطعامَ ، وصِلُوا الأرحامَ ، وصَلُّوا بالليلِ والناسُ نِيَامٌ ، تَدْخُلوا الجنةَ بسَلامٍ) [صحيح]
- في الثلث الأخير من القيام والتي تقدر بالفترة التي تتراوح ما بين الساعة الواحدة منتصف الليل حتّى أذان الفجر ينزل الله إلى السماء الدنيا، وينادي: (هَل مِن مُستغفِرٍ فأغفرَ لهُ ؟ هَل مِن داعٍ فأستجيبَ لهُ ؟ هَل مِن سائلٍ فأُعْطيَهُ)[صحيح].
العبادات المشروعة في قيام رمضان - قراءة القرآن الكريم بما تيسر منه، ويستحب ختمه ولو مرة في الشهر، فقد قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: (من قامَ بعشرِ آياتٍ لم يُكتب منَ الغافلينَ ومن قامَ بمائةِ آيةٍ كتبَ منَ القانتينَ ومن قامَ بألفِ آيةٍ كتبَ منَ المقنطرينَ)[صحيح].
- الصلاة على رسول الله.
- ذكر الله جل وعلا بالحمد والثناء، والتسبيح والتهليل.
- الدعاء ومناجاة الله في أمور الدنيا والآخرة.
- هناك ليلة استثنائية من ليالي رمضان المبارك وهي ليلة القدر، وعلى المسلم أن يحرص كل الحرص على إدراكها واستغلالها، فالعمل الصالح فيها عن ألف شهر، ولا تعلم النفس إن قُدّر لها أن تحيا رمضاناً آخر أم لا، لذلك لا بدّ من حسن استقبالها قلباً وقالباً والاعتكاف في المساجد العشر الأواخر من رمضان مع الإكثار من العبادات في الليالي الوترية.