أمّا عند المسيحيين فقد ظهر عيد الحبّ نسبةً إلى القدّيسين الّذين يحملان اسم فالنتين واللذان عاشا في بدايات العصور الوسطى، فأحد القدّيسين كان يعيش في تورني؛ حيث قتل في عهد الامبراطور اورليان بسبب الاضطهاد الّذي كان يعيشه المسيحيون في تلك الفترة. وعلى الرّغم من أنّه يتمّ الاحتفال بعيد الفالنتين نسبة إلى هذين القدّيسين إلّا أنّ حياتهما لا يوجد بها أيّة رومانسيّة .
أمّا قصّة القدّيس فالنتين الّذي كان يعيش في روما والذي قتل عام 269 م، تمّ اضطهاده بسبب اعتناقه للمسيحيّة؛ حيث استدعى الإمبراطور الروماني كلوديس الثاني القدّيس فالنتين، وتناقشا معاً؛ حيث إنّ الامبراطور أعجب بالقدّيس فالنتين، وحاول أن يقنعه بأن يتخلّى عن المسيحيّة، ويدخل الديانة الوثنيّة إلّا أنّه رفض، وحاول أن يقنع الإمبراطور بالدّخول إلى الدّيانة المسيحيّة لذلك تمّ تنفيذ حكم الإعدام فيه.
وبدأت القصّة عندما رفض القسّيس فالنتين قانوناً لم يكن تمّ التصديق عليه رسميّاً، حيث قام الامبراطور كلوديس الثاني بإصدار قرار يمنع الشّباب من الزّواج، إلّا أنّ الروايات العديدة افترضت قد قام بإصدار هذا القانون لزيادة عدد أفراد جيشه؛ لأنّه كان يعتقد أنّ الرجال المتزوّجين لا يمكن أن يكونوا جنودًا أكفاء، ولكي لا ينشغل الجنود عن الخوض في الحروب. فعلم الامبراطور برفض القسيس فالنتين فأمر بإلقاء القبض عليه، وأودعه في السجن.
وتقول الرّوايات إنّ القدّيس فالنتين كتب أوّل "بطاقة عيد حب" بنفسه لتنفيذ حكم الإعدام فيه، ويقال على الأغلب أنّه أحبّ ابنة السجّان التي كانت كفيفةً، وعمل على شفائها، وأرسل فالنتين لها رسالةً قصيرةً ووقّعها قائلاً لها: "من المخلص لك فالنتين". وتم تنفيذ حكم الإعدام في 14 فبراير عام269 ميلادي. لذلك أطلق عليه لقب "قدّيس"، ومن يومها أصبح هذا اليوم مرتبطًا بمفهوم الحبّ والغرام والوفاء للقدّيس (فالنتاين) الذي فدى دينه بروحه، وأصبح من الطّقوس المعتادة تبادل الورود الحمراء، والبطاقات الّتي تحوي صور (كيوبيد) ، ويكون على هيئة طفل له جناحان يحمل قوساً ونشاباً. وكان كيوبد يعتبر إله الحب عند الرّومان، فكانوا يعبدونه من دون الله!
يعتبر عيد الحب أو عيد العشّاق، أو ما يسمّى بـ "يوم القدّيس فالنتين " أحد المناسبات الّتي يحتفل بها العالم في الرّابع عشر من شهر فبراير من كل عام. وفي الأخصّ داخل البلدان النّاطقة باللغة الإنجليزيّة، ويعدّ هذا اليوم أحد الأيّام الرمزيّة الّتي يعبّر من خلالها العشّاق عن حبّهم عن طريق تقديم الورد الأحمر بالإضافة إلى تقديم الحلوى وبطاقات الأعياد.
كما أنّ هذا اليوم يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالرّومانسيّة والحب والغرام؛ فقد أبدع الأدباء في العصور الوسطى بالتعبير عن حبّهم في هذا اليوم.
ويتمّ في هذا اليوم تبادل البطاقات التي تحمل شكل ملاك الحب أو ما يسمّى "كيوبيد"، ويكون على شكل قلبٍ، أو على شكل طائر حمام، ولذا انتشر تبادل البطاقات في بريطانيا بشكل كبير في القرن التّاسع، وكذلك في أمريكا. كما أنّ الإحصائيات التي قامت بها الرّابطة التجاريّة لناشري بطاقات المعايدة في الولايات المتحدة الأمريكية تشير إلى أنّ مليار بطاقة يتمّ تداولها في يوم عيد الحب في كافّة أنحاء العالم؛ ممّا يجعل عيد الحب يصنّف بالمرتبة الثّانية بالنسبة لعدد البطاقات الّتي يتم تداولها في العالم بعد عيد الميلاد.
المقالات المتعلقة بقصة عيد الحب