تقع مدينة حمص في سوريا، وهي عاصمة محافظة حلب أكبر محافظة في سوريا، ويقابل المدينة فتحة جبالٍ في سلسلة الجبال اللبنانية الشرقية، ومنها يأتي الهواء الرطب والحرارة المعتدلة التي تجعل المدينة أكثر المناطق الداخلية السورية اعتدالاً، والأمطار فيها أكثر من غيرها من المدن بكثير، ويحدّها من الشرق البادية الشامية، ويوجد في المدينة الكثير من السدود على نهر العاصي أدّت إلى تشكل البحيرة القطنية في الجهة الجنوبية الغربية للمدينة، ونهر العاصي الذي يمرّ من المدينة يقسمها إلى قسمين؛ قسمٌ شرقيٌ مسطحٌ فيه يقع قلب المدينة، وقسمٌ غربيٌ يوجد فيه العمران الحديث والعصري.
تبلغ مساحة المدينة حوالي الثمانية وأربعين كيلومتراً مربعاً، أما من ناحية التعداد السكاني فقد بلغ عدد سكانها حوالي 1.267.000 نسمة، وتبعد المدينة عن العاصمة السورية دمشق حوالي 162كم، وتعتبر مركز الإدارة للمحافظة الحلبية.
التسميةلقد عرفت المدينة قديماً باسم إميسيا وهو اسمٌ جاء من اسم آلهة الشمس التي كان يعبدها سكان المدينة قديماً أو من اسم الهيكل الذي شيد على اسم الآلهة، واعتقد البعض أنّ الاسم جاء من القبيلة الإيماسينية التي سيطرت على المدينة وحكمتها لعدة قرونٍ، وفي هذه الفترة من السيطرة زادت المدينة ازدهاراً واشتهر اسمها كثيراً، وبعد الفتح الإسلامي لبلاد الشام استبدل اسم إيميسا بحمص.
الاقتصادلقد عاشت المدينة فتراتٍ من الازدهار والتقدم الاقتصادي حتى أصبحت أكبر المدن السورية، ولكنها تراجعت أثناء الحكم المملوكي، وعادت لتنتعش من جديد في أول حكم العثمانيين، لكنها تراجعت في أواخر الحكم، ثم عادت لتزدهر وتنتعش اقتصادياً مرةً أخرى بعد انتهاء الحكم العثماني، وساعد على ذلك الانتعاش الموقع الاستراتيجي المميز لها، وبسبب أنّها مركز الزراعة والصناعة في سوريا، حيث تستخدم الوسائل الحديثة في الري فكانت الأولى في استخدام نظام الري في الزراعة، وساعد هذا على نمو قطاع الزراعة وظهور شركاتٍ ومصانع جديدةٍ تهتم بالأغذية ومنتجات الزراعة.
تشتهر مدينة حمص بزراعة القمح والشعير والعدس وغيرها من المواد الغذائية الأساسية، ومما جعلها أيضاً من المدن المزدهرة هو موقعها الذي جعل منها عقدة المواصلات؛ حيث تربط جميع مناطق الدولة مع بعضها، وتربط الطرق البرية بسكك الحديد، وتشتهر أيضاً بالصناعات الثقيلة؛ مثل مصفاة النفط في غربها والتي سمّيت على اسمها، ومصنع السماد الكيماوي، ومصنع معالجة الفوسفات.
منذ بداية القرن 21 زادت المدينة نمواً، وكثر عدد المصانع والشركات فيها، وتحولت الضواحي فيها إلى مناطق صناعيّة، ويوجد في المدينة الكثير من المواقع الأثرية السياحيّة التي جعلت منها مركزاً مهماً للسياحة وزاد من اقتصادها وازدهارها، ومن هذه المواقع: قلعة الحصن، وقطنا، ومرمريتا، وتدمر، وهذه المناطق جميلة جداً تجلب العديد من السياح إلى المدينة ولهذا تمّ بناء الفنادق والمنتجعات بالقرب منها لزيادة عدد السواح وتوفير الراحة لهم.
المقالات المتعلقة بفي أي دولة توجد مدينة حمص