خلق الله تعالى الإنسان محباً للتواجد في جماعاتٍ، فلا يمكن أن يعيش وحيداً ومنفصلاً عن غيره من البشر، ونظراً لاختلاف طبائع البشر فإن هذه الجماعات التي يعيشون فيها تحتاج إلى التنظيم والنظام وتحديد الواجبات والحقوق ليستطيع أن يعيش الجميع بشكلٍ طبيعي وسوي دون بغي أحد على أحد، ولاحظ العلماء وجود هذا النوع من التنظيم في مجتمعات بعض الكائنات الحية؛ مثل: النمل، والنحل، فأفراد الخلية يعملون ضمن فريقٍ واحدٍ، دون أن يقصّر كل فرد بوظيفته، كما أنه لا يعتدي على حقوق بقية أفراد الخلية، مما يحافظ على كيان هذه الخلية، ويحميها من الانهيار.
ومما يدل على أهمية النظام أنّ الله تعالى خلق هذا الكون وفق نظامٍ معيّن، فلا يمكن أن يخرج أي مكونٍ من مكوناته عما هو مرسومٌ له؛ لأنه بذلك سيسبب انهيار الكون، فمثلاً لا يمكن أن يسبق الليل النهار، ولا أن يسبق الصيف الشتاء، فما تعريف النظام والانضباط؟ وما أهميتها في حياة الإنسان؟
تعريف النظام والانضباطالنظام عبارة عن مجموعةٍ من النظم والعناصر التي تتفاعل معاً لتحقيق أهداف معينةً، كما يمكن تعريفه بأنه مجموعةً من الأعمال التي تتكوّن من العنصر البشري، والآلات التي تجتمع معاً، بحيث تكون مرتبطةً مع بعضها البعض بعلاقاتٍ محددةٍ وقوانين شاملةً.
بينما يعرّف الانضباط بأنه من الفعل انضبط، ويُقال الانضباط الذاتي، ويعني السيطرة على الذات أو التصرفات بهدف الارتقاء والتحسين الشخصي، ويُقال الانضباط العسكري، ويُقصد به الانتظام والخضوع للأوامر العسكرية.
أنواع النظام والانضباطيشمل الانضباط والنظام جميع نواحي حياة الإنسان، سواء حياته الفردية؛ مثل: التجمّل، والمحافظة على النظافة، والالتزام بالوقت، أو حياته الاجتماعية؛ مثل: الوفاء بالمواعيد، والقيام بالأعمال الموكلة إليه، حتى لو اختلفت الطرق التي يتبعها الفرد لتطبيقه، فمثلاً تطبيق النظام داخل الأسرة الواحدة يختلف عن تطبيق النظام في المجتمعات العسكرية أو مجتمع العمل، فعندما ينظر الفرد إلى أنّ النظام مطلب ديني يحث عليه الدين الإسلامي وجميع الرسالات السماوية فإنه يستشعر أهميته.
فوائد النظام والانضباطالمقالات المتعلقة بفوائد النظام والانضباط