فوائد النحل للنبات

على الرغم من صغر حجم النحلة إلّا أنّها تقوم بعمل مهم جداً من أجل استمرار الحياة على سطح الأرض، وتشير الدراسات إلى أنّ انقراض النحل عن وجه الأرض سيتسبب في انتهاء الحياة البشرية والحيوانية والنباتية عليها بعد أربع سنواتٍ فقط من انقراضه، وذلك للدور الكبير الذي يلعبه النحل في تلقيح النباتات وتكاثرها وتكوين الثمار خلال عمله اليومي في جمع الرحيق من أجل صناعة العسل.

يقوم العديد من المزارعين بتربية النحل في مزارعهم، حيث يمثل حوالي 85% من إجمالي الحشرات المساهمة في تلقيح النباتات، كما يساعد في رفع مستويات الإنتاج بشكل كمي ونوعي، وتحقيق التنوع الزراعي والحرص على استمراريته، وتشير الدراسات إلى أنّ الفائدة التي يجنيها المزارعون من النحل تفوق 8 أضعاف الفائدة التي يجنيها مربوا النحل من العسل.

يعود سبب ذلك إلى اعتماد النحل على حبوب اللقاح ورحيق النباتات من أجل صنع العسل وتوفير الغذاء لملكتها ولأفراد الخلية، حيث تتنقل النحلة الواحدة على قرابة 5 آلاف زهرة في اليوم من أجل جمع الرحيق وحبوب اللقاح وتكوين العسل، مع تركيزها على نوع واحد من النباتات خلال فترة محددة، الأمر الذي ينقل حبوب اللقاح من زهرة إلى أخرى وتلقيحها من أجل تكوين الثمار، كما أنّ النحلة العاملة تمتلك عضواً في سيقانها يسهل عليها القيام بمهامها، حيث تلتصق حبوب اللقاح به وتنتقل عبره من نبتة إلى أخرى.

لا تقتصر فائدة النحل على زيادة الإنتاج الزراعي بل يساهم أيضاً في تحسين الإنتاج ورفع جودة الثمار من حيث الشكل والطعم، بالإضافة إلى رفع العائدات للمزارعين، حيث تقدر عائدات المزروعات بفضل تلقيح النحل في أمريكا بنحو 18 بليون دولار بشكلٍ سنوي، كما تقدر عائدات تلقيح النحل للمزروعات ب100 ضعف عائدات إنتاج النحل في عدد من ولايات أمريكا.

يعاني بعض المزارعين من انخفاض إنتاجية مزروعاتهم بشكل متكرر، ويعود سبب ذلك إلى مبالغة البعض منهم في استخدام المبيدات الحشرية، الأمر الذي يؤدي إلى تراجع أعداد النحل المتنقل في تلك المزارع وانخفاض نسبة تلقيح المزروعات، بالإضافة إلى الأحوال الجوية الباردة التي تسببت في موت أعداد كبيرة من النحل. كما تعرضت العديد من الدول، مثل: أمريكا وإيطاليا إلى انخفاض شديد في الكثافة النحلية في أراضيها بعد الكارثة التي حلت بالنحل في عام 2005 للميلاد نتيجةً لانتشار المرض بين عاملاته، وتقدر خسارة ايطاليا في عام 2007م بسبب ذلك حوالي 250 يورو.