مفهوم التَّعليم
جعل الله سبحانه وتعالى من سُنن الفِطرة في الإنسان القابليّة للتَّعليم واكتساب الخبرات التي تُعينه في حياته؛ فتعلَّم الإنسان البناء، وصُنع الثِّياب لستر جسده، وآلية الصَّيد ليجمع قوت يومه، ثُمّ توالت الخبرات التَّعليميّة بالإنسان وقابليته لتطويرها حتى وصل الإنسان إلى ما وصل له اليوم من العِلم والتكنولوجيا وتجاوز بها حدود الكُرة الأرضيّة إلى الفضاء الخارجيّ والكواكب الأخرى.
التَّعليم هي عمليّةٌ ممنهجةٌ ومتسلسلةٌ تهدف إلى إكساب المُتعلِّم العلوم والمعرفة والخِبرة والمهارة في مجالٍ من المجالات الأكاديميّة، والفنيّة، والحِرفيّة، والتكنولوجيّة، والتَّصنيعيّة، وغيرها؛ فأنشئت لهذا الغرض المدارس والمعاهد والكُليَّات والجامعات، وحددت المناهج التعليميّة لكلِّ مرحلةٍ وتخصصٍّ، وعُين المعلمون من كافّة المجالات للقيام بهذه المهمة السَّامية، واعتُبِر التَّعليم حقًّا ثابتًا للجميع.
فوائد التَّعليم
إنّ الغاية من الحصول على التَّعليم والوصول لأيّ مرحلةٍ فيه أمرٌ منوطٌ بالإنسان المتعلِّم نفسه؛ فكلُّ إنسانٍ يرى في التَّعليم فائدةً من وجهة نظره الشَّخصية، ومنهم من لا يرى للتَّعليم أي فائدةٍ وأنَّه أمرٌ مفروضٌ عليه من قِبل الوالدين فقط، ولكن ممّا لا شكّ فيه أنّه لا يُمكن المقارنة بين المتعلِّم وغير المتعلِّم؛ فالعِلم نورٌ، ومن الفوائد التي قد يجنيها الإنسان من التَّعليم ما يلي:
- الحصول على الثَّقافة والمعرفة بقدرٍ وافرٍ؛ ممّا يُسهم في بلورة شخصية المتعلِّم نحو الانفتاح والتَّفكير السَّليم، والرؤية المستقبليّة للأحداث، ومعرفة الماضي وكيفيّة تفادي أخطائه.
- جمع قدرٍ كبيرٍ من الخبرات النَّاتجة من العِلم ومن ممارسته العمليّة؛ فيتسع أفق المتعلِّم ويتطوّر دومًا نحو الأفضل على الصَّعيدين الشَّخصيّ والعمليّ.
- النُّهوض بالمجتمع؛ فكلما زادت فئة المتعلِّمين الذين يستخدمون علمهم في بناء المجتمع زادت قوة الجتمع ورفاهيته.
- محاربة الجهل والفساد والظُّلم والموروث القديم من العادات والتَّقاليد التي تتنافى مع حقوق الإنسان، كمنع المرأة من التَّعليم أو ممارسة حقها في الانتخاب والتَّرشح للمناصب العُليا أو اختيارها للزَّوج المناسب لها.
- تحسين السُّلوك والطِّباع؛ فالتَّعليم يجعل الإنسان أكثر رُقيًّا وقدرةً على التَّحكم في انفعالاته، وأكثر قدرةً على اختيار الكلام المناسب لموقفٍ ما، وأكثر مقدرةً على الانسجام مع الأسرة والاستجابة والتَّعرف على احتياجات الزَّوجة أو الزَّوج والأبناء دون تشددٍ أو مغالاةٍ.
- الوصول إلى مرتبةٍ عاليةٍ في العِلم والمعرفة قد يصبو لها الإنسان فيعود هذا العِلم بالنَّفع عليه في الدُّنيا والآخرة وعلى الإنسانيّة بالخير وتسهيل شؤون الحياة.
- كسب المال وزيادة الدَّخل وتحسين مستوى المعيشة.
- الوصول إلى مناصب قيادية في الدولة وفي المجتمع المحلي؛ فالتعليم وسيلة للمناصب العليا في أي بلد كان.
