عمل الخير لوجه الله

عمل الخير لوجه الله

أعمال الخير

من وظائف الإنسان في الدنيا مساعدة أخيه الإنسان فيما يحتاج إليه من مساعدة، والأخذ بيده نحو الارتقاء والتطور، فالإنسان لا يجوز له أن يستأثر بما رزقه الله تعالى إياه من مواهب، وقدرات، وممتلكات دون أن يعطي شيئاً منها للآخرين الذين يفتقدون بعض هذه الأمور، فالمجتمعات لا تستقيم بذلك، فقد تكون عرضة في أي وقت لثورة من الطبقات المحرومة، والأهم من ذلك والأخطر هو غضب الرب نفسه.

لقد حثت الديانات السماوية أتباعها على أن يلتفتوا لاحتياجات الآخرين، وبما أن الإسلام هو الدين الخاتم، فقد حمل أيضاً هذه المعاني الرائعة وبشكل مكثف، ومن الأمور التي تتعلق بقيم البذل، والعطاء، والشريعة الإسلاميّة جعلت أعمال الخير المقبولة هي تلك الأعمال التي لا يقصد منها سوى وجه الله تعالى فقط.

يعتبر التوجه إلى الله تعالى وحده في أعمال الخير قمة العطاء، والبذل، فالله تعالى هو أصل الخير، وهو الجدير وحده بالتقرّب والتزلّف، أما أعمال الخير التي يقوم بها الإنسان رجاء مصالح دنيويّة بحتة، فإنها بطبيعتها فانية، غير باقية، تنتهي بمجرد الحصول على المنفعة أو المصلحة، وفيما يلي بعض فوائد وثمرات عمل الخير لوجه الله تعالى وحده.

ثمرات عمل الخير لوجه الله تعالى
  • ضمان استمرار عمل الخير، خاصّة تلك الأعمال التي تقدّم إلى أشخاص لا ترجى منهم أي منفعة دنيويّة، أو الذين يتسببون للإنسان بالأذى، فمن يعمل الخير ويقصد به وجه الله لا يهمه الشخص الذي يقدّم له المساعدة، ويتجاوز على الدوام نوع المشاعر التي يكنّها له. ولعلَّ أبرز الأمثلة على ذلك ما حدث مع الصدِّيق -رضي الله عنه- في حادثة الإفك عندما منع المال عن قريب له تكلّم كلام سوء في ابنته أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-، فجاء القرآن وحثّه على إعادة الحال على ما كان عليه سابقاً، وتجاوز العمل المسيء الذي قام به. قال تعالى: (وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) [النور: 22]، فما كان من أبي بكر -رضي الله عنه- إلا أن امتثل لأمر الله، وتجاوز عن إساءة من أساء إليه.
  • ترتقي أعمال الخير بالإنسان عند الله تعالى، كما أن الله تعالى يكافئ المحسن، والبارّ في الدنيا أيضاً، بأن يطيب سمعته، وسيرته بين خلقه، ويجعله من أحب الناس إلى الناس، ويرزقه من حيث لا يحتسب، فعمل الخير لوجه الله تعالى يعود على الإنسان بالخير العميم في الآخرة، والدنيا، أما عمل الخير رجاء مصالح معينة فإنه لا يعود على الإنسان سوى بفائدة معينة فقط.
  • تفرج أعمال الخير الكرب عن الإنسان، خاصة كرب يوم القيامة، وذلك بما فرجته على الآخرين من كرب، وبما أزالته عن قلوبهم من هموم عظيمة.

المقالات المتعلقة بعمل الخير لوجه الله