يفترض علماء نفس النموّ أنّ هناك مراحل مميّزة في حياة الإنسان، تختلف اختلافاً كليّاً عن صفات، وخصائص المراحل الأخرى التي يمرّ بها أثناء فترة حياته، ويمكن ملاحظة هذه التغيّرات عن طريق مراقبة الأطفال في الأسرة الواحدة، أو الطلبة في صف واحد لوضع معايير، وخصائص محددة لها، برغم وجود الفروقات الفردية التي تميّز البشر عن بعضهم البعض.
يمكن تعريف مفهوم المرحلة العمريّة بأنّه: مجموعة من الخصائص، والصفات والمميّزات التي تنطبق على أغلبية الأفراد من الفئة العمرية نفسها، ومثال على ذلك مرحلتي الطفولة والمراهقة.
علم النفس المراحل العمريّة مرحلة الرضاعةتمتدّ مرحلة الرضاعة من فترة الولادة إلى السنة الثانية، وتعتبر من أهمّ المراحل التي يمرّ بها الإنسان، إذ يبدأ منها نموّ الشخصية الإنسانيّة، حيث أكّد عالم النفس الأمريكيّ هادفيلد أنّ هذه المرحلة توضح أساس الشخصيّة الإنسانيّة، وتجلي معالمها، خصوصاً إن كانت عوامل النموّ النفسيّ في هذه المرحلة سويّة، وسليمة، ولَم تتعرض لأي انتهاكات نفسية من أي نوع. يتّصف الرضيع في هذه المرحلة بأنّه كائن اجتماعيّ في حدود معارفه المحدودة، ويمكن تلخيص أهمّ مظاهر النموّ الاجتماعيّ في هذه المرحلة كالتالي:
تمتدّ مرحلة الطفولة المبكرة من سن الثانية إلى عمر الستة سنوات، ويطلق على هذه المرحلة اسم مرحلة ما قبل المدرسة، إذ تتضّح فيها أكثر معالم الشخصيّة لدى الطفل، وتبدأ سلوكياته بالنضوج، والتبلور، بحيث يمكن تصنيف شخصيّة الطفل بحسب سلوكياته في هذه المرحلة، كأن يصنّف بالشخصيّة الهادئة، أو العنيدة، أو المشاكسة. ومن أهمّ مظاهر النمو الاجتماعي لمرحلة ما قبل المدرسة ما يلي:
تمتدّ مرحلة المراهقة من سن الثانية عشر إلى سن الثامنة عشرة، وتعتبر المراهقة مرحلة انتقاليّة من مرحلة الطفولة إلى مرحلة الرشد، حيث يبدأ الطفل فيها بالنضج الجسميّ، والجنسيّ، والعقليّ، والنفسّي في آن معاً، وتتّحدد معالم شخصيّته النهائيّة، بمعنى آخر تتضّح معالم سلوكياته، وتوجهاته بشكل أكبر من المراحل التي سبقتها. ومن أهمّ مظاهر النمو الاجتماعي لهذه المرحلة ما يلي:
تمتدّ مرحلة الرشد من سن الثامنة عشر إلى سن الخمسين، وتميل هذه المرحلة للوضوح في معالم الشخصية الإنسانية بشكل أكبر، إذ يتوقّف عليها مطالب جديدة تصنف بأنها مطالب مصيرية كاختيار شريك الحياة، وتكوين أسرة جديدة، والاندماج في المجتمع، وطلب العمل وممارسة المهنة، وتحيق التوافق المهني ، والسعي لتكوين مستوى اقتصاديّ مناسب له، ولعائلته الجديدة. ومن أهمّ مظاهر النمو الاجتماعي لهذه المرحلة ما يلي:
تمتد مرحلة الشيخوخة من سن الستين إلى نهاية العمر، وتتّصف هذه المرحلة بالنضج، والوقار، إذ يصل الإنسان فيها لمرحلة أقرب إلى الشبع، والاكتفاء المعرفي في جوانب عديدة من الحياة، حتى أنّه يستطيع تقدير الأمور، وحلّها قبل وقوعها بحكم الدراية، والخبرة الطويلة التي مر بها، إذن، هي مرحلة تتصف بالحكمة، والرزانة أكثر من أي وقت مضى من عمر الإنسان. ومن أهمّ مظاهر النمو الاجتماعي لهذه المرحلة ما يلي:
المقالات المتعلقة بعلم نفس المراحل العمرية