عفن الخبز

عفن الخبز

كثير من الأحيان نضع بقايا الخبز في كيس بلاستيكيّ ويصل اليه القليل من الماء، ونضعه في حرارة دافئة ثمّ نلاحظ بعد فترة وجود مادة خضراء أو سوداء تكوّنت عليه مع اختلاف في رائحة الخبز ولونه، فما هذا الذي تكوّن وكيف تكوّن، وهل هو مفيد أم ضارّ؟ هذا ما سنتعرف عليه في مقالنا اليوم.

عفن الخبز هو عبارة عن نوع من أنواع الفطريات، وتعتبر عائلة الفطريات من أكبر عائلات الكائنات الحية، منها ما هو مفيد ومنها ما هو ضارّ، وينتمي عفن الخبز إلى جنس البنسيليوم من الفطريات، ويتكاثر العفن بواسطة الأبواغ، وعندما تتوفّر الشروط المناسبة لتكاثر هذه الأبواغ فإنّها لا تلبث أن تنتشر بسرعة؛ وهذه الشروط هي: حرارة دافئة وجوّ رطب، وما نراه من العفن يسمّى المشيجة الفطرية التي تتكوّن من عدد هائل من الخلايا الخيطيّة (الخيوط الفطرية)، حيث إنّ النقاط السوداء التي نراها على الخبز تحتوي على آلاف الأبواغ التي يصبح كل بوغ فيها جاهزاً للتكاثر عند توفّر الشروط المناسبة.

فوائد عفن الخبز تمتاز الفطريات بشكلٍ عام بعدّة ميزات جعلتها تنقسم إلى أنواع مفيدة وأنواع ضارّة، أمّا عن الأنواع المفيدة هي فطريات البنسيليوم والتي إليها ينتمي عفن الخبز، وقد تمّ اكتشاف أهمّيّة فطريات البنسيليوم من خلال الصدفة مع العالم الكسندر فلمنج الذي طوّر منها المضادات الحيوية لعلاج الأمراض، حيث اكتشف الخواص العلاجية للبنسيليوم من خلال وضعه لعدة صحون تحتوي على بكتيريا معقمة حاول دراستها لمعرفة كيفية القضاء عليها، ولكنه نسي قطعة من الخبز بالقرب من بعض الصحون وغاب لمدّة وعندما عاد وجد أنّ البكتيريا الموجودة في الصحون القريبة قد ماتت وأنّ قطعة الخبز تكوّن عليها مادة غريبة، فقام باقتطاع جزء من عفن الخبز للتأكد من استنتاجه ووضعها في أنابيب اختبار تحتوي على بكتيريا ليتأكد أنّها السبب في القضاء على هذه البكتيريا.

بالرغم من هذا الإاكتشاف الذي يعزى إلى الكسندر إلّا أنه كانت هناك روايات تدلّ أنّ المصريين القدامى (الفراعنة) استخدموا في البداية قطع الخبز المتعفن على الجروح المفتوحة حيث يضعونها على الجرح ومن ثمّ يربطونها بقطعة قماش لعدّة أيام ليشفى الجرح ويساعد في سرعة التئامه، كما أنّهم استخدموه لعلاج الأمراض الباطنية من خلال مضغه.

كما أنّ هناك الخميرة التي تنتمي إلى الفطريات وتساعد في نضج المخبوزات، وغيرها الكثير من الأنواع.

لكن يجب الحذر فهناك فطريات سامة وضارة ويمكننا اعتبار عفن الخبز من دون علاج ضار، فلا يمكن تناوله مباشرة أو محاولة استخدامه في العلاج لوحدنا دون عمل التحليلات المخبريّة للتأكّد من سلامته وعدم اختلاطه بموادّ ضارّة.

المقالات المتعلقة بعفن الخبز