عدد سجدات التلاوة في القرآن الكريم

عدد سجدات التلاوة في القرآن الكريم

سجود التلاوة

يُعرف سجود التلاوة بأنّه السجود الذي يَكون عند قراءة القرآن الكريم و تلاوة آياته -سواء أكان ذلك داخل الصلاة أو خارجها- فيمرّ القارئ أثناء تلاوته بآية فيها سجدة، وعلامتها في المصحف خط مرسوم فوق ما يدلّ على السجود، وهي سنّة عن النبي صلى الله عليه وسلم لا ينبغي بالمسلم أن يفرّط فيها بل عليه أن يواظب على القيام بها كلّما مرّت عليه؛ لأنّ فيها طاعة لله سبحانه وتعالى وإغاظة للشيطان بامتثال أمر الله عزّ وجلّ والإقبال عليه.

قال الرّسول صلى الله عليه وسلم في ذلك: (إذا قرأ ابنُ آدمَ السجدةَ فسجد،اعتزل الشيطانُ يبكي.يقول: يا وَيْلَهْ. أُمِرَ ابنُ آدمَ بالسجود فسجد فله الجنَّة، وأُمِرتُ بالسّجود فأَبَيْتُ فلي النارُ) [صحيح].

يُشترَط لسجود التلاوة ما يُشترط للصلاة؛ لأنّ السجود في أصله جزء من الصلاة فيأخذ حكمها، وهناك آراء لبعض العلماء تختلف في ذلك، ويسنّ للمسلم أن يقول في سجوده: (سبحان ربي الأعلى) و (سبّوح قدّوس رب الملائكة والروح) و (سجد وجهي للذي خلقه وشقّ فيه سمعه وبصره بحَوله وقوّته فتبارك الله رب العالمين) و (اللهمّ اكتب لي بها عندك أجرًا، وضع عني بها وزرًا، واجعلها لي عندك ذخرًا، وتقبّلها مني كما تقبّلتها من عبدك داود) وغيرها من الأدعية التي وردت عن النبي في السجود كمثل قول (اللهمّ إنّي أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك، لا أحصي ثناءً عليك، أنت كما أثنيتَ على نفسك).

وقت سجود التلاوة

ينبغي أن يسجد المرء عُقَيب آية السجدة التي مرّ بها -قارئًا كان أو سامعًا- وهناك علامة ضبط مرسومة في المُصحف بعد السجدة يكون عندها موضع السجود، فإذا فات السّجود قال بعض أهل العلم إنّه لا يُقضى، وقال بعضهم الآخر إنّه يُقضى كما تُقضى السُّنن الرواتب، وإذا ما قرأ المرء أكثر من سجدة في سورٍ مختلفة في المجلس نفسه عليه أن يأتي بسجودٍ لكل سجدة ولا يجمعها بواحدة لتجدّد سبب السجود في كل موضع، كما أنّه لا يُكره هذا السجود في الأوقات المنهيّ عن الصلاة فيها.

في الحديث عن حالة ورود سجود التلاوة داخل الصلاة على المُصلّي إذا مرّ خلال قراءته بسجدة أن ينوي لسجود التلاوة ويكبّر تكبيرة الإحرام مع رفع اليدين حذو المنكبَين، ثم يكبّر تكبيرة أخرى حين يهوي للسجود دون رفع لليدين -وهذه مستحبة وليست شرط- مع مراعاة آداب السجود في الهيئة والذكر والتسبيح، وقال جمعٌ آخر إنّ عليه أن يسجد دون تكبيرة الإحرام والله تعالى أعلم.

عدد سجدات التلاوة ومواضعها

وردت سجدات التّلاوة في القرآن الكريم خمس عشرة مرّة، وكانت مواطنها في السور التالية:

  • قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ) [الأعراف:206].
  • قال تعالى: (وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلَالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ)[الرّعد:15].
  • قال تعالى: (وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ)[النحل:49].
  • قال تعالى: (قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا ۚ إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا)[الإسراء:107].
  • قال تعالى: (أُولَٰئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا ۚ إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَٰنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا )[مريم:58].
  • قال تعالى: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ ۖ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ ۗ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ)[الحج:18].
  • قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [الحج:77].
  • قال تعالى: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَٰنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَٰنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُورًا)[الفرقان:60].
  • قال تعالى: (أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ)[النّمل:24].
  • قال تعالى: (إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ)[السّجدة:15].
  • قال تعالى: (قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَىٰ نِعَاجِهِ ۖ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ ۗ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ)[ص:24].
  • قال تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ ۚ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ)[فُصّلت:37].
  • قال تعالى: (فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا)[النّجم:62].
  • قال تعالى: (وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لَا يَسْجُدُونَ)[الانشقاق:21].
  • قال تعالى: (كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ)[العلق:19].

المقالات المتعلقة بعدد سجدات التلاوة في القرآن الكريم