عدد المسلمين في روسيا

تقع روسيا على مساحات واسعة من القارة الآسيويّة، ولها امتداد أيضاً في القارة الأوروبيّة، وهي محاطة بالعديد من الدول نظراً لمساحتها الواسعة والتي تقدر بحوالي سبعة عشر مليون كيلومتر مربّع تقريباً.

تشترك هذه الدولة في حدودها مع العديد من الكيانات التي تستوطنها نسبة كبيرة من المسلمين، أما روسيا ذاتها فتضم عدداً كبيراً من الديانات، على رأسها المسيحيّة، والإسلامية، واليهودية، والبوذيّة، كما وتضم أيضاً عدداً من اللادينيين الذين يشكلون نسبة كبيرة من إجمالي عدد السكان، ومن هنا فإنّ روسيا تعتبر دولة يسود فيها تنوّع جميل، أما فيما يتعلق بالمسلمين وبما أنّهم يشكلون نسبة كبيرة من إجمالي عدد السكان، فإن لهم أهمية قصوى في المجتمع الروسي الكبير، وفيما يلي تفاصيل ذلك.

تعتبر الديانة الإسلامية ثاني أكبر الديانات اتنتشاراً في الأراضي الروسيّة، كما يعتبر هذا الدين الحنيف جزءاً أصيلاً من التاريخ الروسي لا يمكن الاستغناء عنه.

يقدر عدد المسلمين في روسيا بقرابة ثمانية وعشرين مليون نسمة تقريباً يشكلون تقريباً خُمس السكان في الجمهوريّة الروسية. النسبة العظمى منهم ينتمون إلى المذهب السنيّ، في حين توجد نسبة ضئيلة لا تتجاوز حاجز الخمسة بالمئة تقريباً من إجمالي عدد المسلمين يُعتبرون من أتباع المذهب الشيعيّ. وإلى جانب الشيعة والسنة هناك وجود ملحوظ لأتباع الفرقة الأحمديّة، والجماعات المتصوفة في بعض مناطق الجمهورية.

ينتشر المسلمون بشكل كبير في بعض مناطق الدولة الروسيّة دوناً عن الأخرى، ومن أبرز هذه المناطق: شمال القوقاز ما بين البحرين: قزوين، والأسود، حيث تستوطن هذه المناطق عدة جنسيات؛ كالبلكار، والشركس، والكراشاس، والداغستانيون، والشيشان، والأنجوشيا، والقبردينو. كما وينتشر المسملون أيضاً في بعض مناطق حوض الفولجا، فهناك يعيش البشكيريون، والتتار. أما في العاصمة موسكو فيزيد عدد المسلمين هناك عن المليون ونصف تقريباً، حيث يتوزّعون ما بين السكان الأصليين، والمقيمين لأسباب معيّنة كالعمل.

عانى المسلمون في روسيا خلال فترة حكم الاتحاد السوفياتي، غير أنّه وبعد سقوط هذا الكيان الذي كان يعتبر قطب العالم الشرقي في وقته، اتجهت الدولة الروسية إلى مسالمة المسلمين، ومصالحتهم، ومن هنا فقد زاد عدد المسلمين الذين سمح لهم بأداء مناسك الحج في مكة المكرمة. كما أُنشِئ في فترة التسعينيات اتحاد يضم في عضويته عدداً كبيراً من المسلمين، حيث يهدف هذا الاتحاد إلى إعطاء فكرة إيجابيّة عن الديانة الإسلامية، وإلى إنهاء حالات الاحتقان ما بين المسلمين وغيرهم من أبناء المجتمع الروسيّ. هذا وقد اعتنق عدد كبير من الروس الديانة الإسلاميّة، ومن هؤلاء بعض الشخصيات الهامة. كما أنّ السائح في روسيا سيقع بصره على العديد من المعالم الإسلاميّة المميزة هناك؛ كالمساجد، والجامعات الإسلامية، ومعاهد العلوم الدينية.