قد نعجز أحياناً التّعبير عن الشّكر و الامتنان لأشخاص فعلوا الكثير لأجلنا ولا زالو يفعلون الكثير، لذا أحضرنا لكم مجموعة من أروع العبارات التي تُعبّر عن مشاعرنا الجميلة لمن وقفوا معنا وأبدوا اهتماماً.
نظم الشّعراء الكثير من القصائد في المدح، وهذه منها:
طلّقت بعدك مدح الناّس كلَّهم
فإن أراجع فإنّي محصن زاني
وكيف أمدحهم والمدح يفضحُهُم
إنّ المسيب للجاني هو الجاني
قومٌ تراهم غضابي حين تنشدهُم
لكنّه يشتهي مدحاً بمجَّان
عثمان يعلم أنّ المدح ذو ثمن
لكنّه يشتهي مدحاً بمجَّان
ورابني غيظهم في هجو غيرهِم
وإنّما الشّعر مصوبٌ بعثمان
ما كل غانيةٍ هندٌ كما زعموا
وربمّا سبّ كشحانٌ بكشحان
فسوف يأتيك مني كل شاردةٍ لها
من الحسن والإحسان نسجان
يقول من قرعت يوماً مسامعه
قد عنَّ حسان في تقريظ غسان
الوشي من أصبهان كان مجتلباً
فاليوم يهدى إليها من خراسان
قد قلت إذ قيل إسماعيل ممتدحٌ
له من النّاس بختٌ غير وسنان
الناّس أكيس من أن يمدحوا رجلاً
حتّى يروا عنده آثار إحسان
للعلاء بن صاعد في مدح
وثناء مجاوز المقدار
باذل بشره ضنين بما يحـ
ـويه من درهم ومن دينار
زرته مكرها عليه وما كنـ
ــت لمثل العلاء بالزّوار
فحصلنا على ثناء ومدح
وانصراف باللّيل في الطّيار
مديحك خير مدح المادحينا
وشكرك واجب ديناً ودينا
كأنّا والقوافي زاهرات
نفوق بها نظام الأولينا
وصغنا في مديحك من نجوم
سوائر مثلها عقداً ثمينا
ولكنّا وإن فقنا الأوالي
ووصفك فاق وصف الواصفينا
فلم نبلغ مدى لك في الأعالي
فإنّا عن مداك مقصرونا
ملأت جوانب الدّنيا وقاراً
وكم علّمتنا الحقّ المبينا
فلولا نور علمك ما اهتدينا
ولولا غيث فضلك ما روينا
نزلت بمنزل الأرواح منّا
وحلّ الرّفق يوم حللت فينا
وكنت على الزّمان لنا معيناً
وكان نداك للعافي معينا
ألا سرح لحاظك في سراة
إليك لقد سعوا متيمّنينا
ترى الأبصار حولك شاخصاتٍ
وهم غير الرّضى لا يبتغونا
بنو لبنان هزّهم اشتياق
فطافوا في حماك مسلمينا
كما خفت بنو بيروت تبغي
رضاك فمد نحوهم اليمينا
فدم للبطركية بدر ثمّ
ولم تبرح لها حصناً حصينا
إذا كانَ مَدحٌ فالنّسيبُ المُقَدَّمُ
أكُلُّ فَصِيحٍ قالَ شِعراً مُتَيَّمُ
لَحُبّ ابنِ عَبدِالله أولى فإنّهُ
بهِ يُبدَأُ الذّكرُ الجَميلُ وَيُختَمُ
أطَعْتُ الغَواني قَبلَ مَطمَحِ ناظري
إلى مَنظَرٍ يَصغُرنَ عَنهُ وَيَعْظُمُ
تَعَرّضَ سَيْفُ الدّولَةِ الدّهرَ كلّهُ
يُطَبِّقُ في أوصالِهِ وَيُصَمِّمُ
فَجازَ لَهُ حتى على الشّمسِ حكمُهُ
وَبَانَ لَهُ حتى على البَدرِ مِيسَمُ
كأنّ العِدَى في أرضِهِم خُلَفاؤهُ
فإن شاءَ حازُوها وإن شاءَ سلّمُوا
وَلا كُتْبَ إلاّ المَشرَفيّةُ عِنْدَهُ
وَلا رُسُلٌ إلاّ الخَميسُ العَرَمْرَمُ
فَلَم يَخْلُ من نصرٍ لَهُ مَن لهُ يَدٌ
وَلم يَخْلُ مِن شكرٍ لَهُ من له فَمُ
ولم يَخْلُ من أسمائِهِ عُودُ مِنْبَرٍ
وَلم يَخْلُ دينارٌ وَلم يَخلُ دِرهَمُ
ضَرُوبٌ وَما بَينَ الحُسامَينِ ضَيّقٌ
بَصِيرٌ وَما بَينَ الشّجاعَينِ مُظلِمُ
تُباري نُجُومَ القَذفِ في كلّ لَيلَةٍ
نُجُومٌ لَهُ مِنْهُنّ وَردٌ وَأدْهَمُ
يَطَأنَ مِنَ الأبْطالِ مَن لا حَملنَهُ
وَمِن قِصَدِ المُرّانِ مَا لا يُقَوَّمُ
فَهُنّ مَعَ السِّيدانِ في البَرّ عُسَّلٌ
وَهُنّ مَعَ النّينَانِ في المَاءِ عُوَّمُ
وَهُنّ مَعَ الغِزلانِ في الوَادِ كُمَّنٌ
وَهُنّ مَعَ العِقبانِ في النِّيقِ حُوَّمُ
إذا جَلَبَ النّاسُ الوَشيجَ فإنّهُ
بِهِنّ وَفي لَبّاتِهِنّ يُحَطَّمُ
بغُرّتِهِ في الحَربِ والسّلْمِ والحِجَى
وَبَذلِ اللُّهَى وَالحمدِ وَالمجدِ مُعلِمُ
يُقِرُّ لَهُ بالفَضلِ مَن لا يَوَدُّهُ
وَيَقضِي لَهُ بالسّعدِ مَن لا يُنَجِّمُ
أجَارَ على الأيّامِ حتّى ظَنَنْتُهُ
يُطالِبُهُ بالرّدّ عَادٌ وَجُرهُمُ
ضَلالاً لهذِي الرّيحِ ماذا تُرِيدُهُ
وَهَدياً لهذا السّيلِ ماذا يُؤمِّمُ
ألم يَسألِ الوَبْلُ الذي رامَ ثَنْيَنَا
فَيُخبرَهُ عَنْكَ الحَديدُ المُثَلَّمُ
وَلمّا تَلَقّاكَ السّحابُ بصَوبِهِ
تَلَقَّاهُ أعلى منهُ كَعْباً وَأكْرَمُ
فَبَاشَرَ وَجْهاً طالَمَا بَاشَرَ القَنَا
وَبَلّ ثِياباً طالَمَا بَلّهَا الدّمُ
تَلاكَ وَبَعضُ الغَيثِ يَتبَعُ بَعضَهُ
مِنَ الشّأمِ يَتْلُو الحاذِقَ المُتَعَلِّمُ
فزارَ التي زارَت بكَ الخَيلُ قَبرَها
وَجَشّمَهُ الشّوقُ الذي تَتَجَشّمُ
وَلمّا عَرَضتَ الجَيشَ كانَ بَهَاؤهُ
على الفَارِسِ المُرخى الذؤابةِ منهُمُ
حَوَالَيْهِ بَحْرٌ للتّجافيفِ مَائِجٌ
يَسيرُ بهِ طَودٌ مِنَ الخَيلِ أيْهَمُ
تَسَاوَت بهِ الأقْطارُ حتّى كأنّهُ
يُجَمِّعُ أشْتاتَ الجِبالِ ويَنْظِمُ
وكُلُّ فَتًى للحَربِ فَوقَ جَبينِهِ
منَ الضّربِ سَطْرٌ بالأسنّةِ مُعجَمُ
يَمُدُّ يَدَيْهِ في المُفاضَةِ ضَيْغَمٌ
وَعَيْنَيْهِ من تَحتِ التّريكةِ أرقَمُ
كَأجْنَاسِهَا راياتُهَا وَشِعارُهَا
وَمَا لَبِسَتْهُ وَالسّلاحُ المُسَمَّمُ
وَأدّبَهَا طُولُ القِتالِ فَطَرفُهُ
يُشيرُ إلَيْهَا مِن بَعيدٍ فَتَفْهَمُ
تُجاوِبُهُ فِعْلاً وَما تَسْمَعُ الوَحَى
وَيُسْمِعُها لَحْظاً وما يَتَكَلّمُ
تَجانَفُ عَن ذاتِ اليَمينِ كأنّهَا
تَرِقّ لِمَيّافَارَقينَ وَتَرحَمُ
وَلَو زَحَمَتْهَا بالمَناكِبِ زَحْمَةً
دَرَت أيُّ سورَيها الضّعيفُ المُهَدَّمُ
على كُلّ طاوٍ تَحْتَ طاوٍ كَأنّهُ
من الدّمِ يُسقى أو من اللّحم يُطعَمُ
لها في الوَغَى زِيّ الفَوارِسِ فَوقَهَا
فكُلّ حِصانٍ دارِعٌ مُتَلَثّمُ
وما ذاكَ بُخْلاً بالنّفُوسِ على القَنَا
وَلَكِنّ صَدْمَ الشّرّ بالشّرّ أحزَمُ
أتَحْسَبُ بِيضُ الهِندِ أصلَكَ أصلَها
وَأنّكَ منها؟ سَاءَ ما تَتَوَهّمُ
إذا نَحْنُ سَمّيْناكَ خِلْنَا سُيُوفَنَا
منَ التّيهِ في أغْمادِها تَتَبَسّمُ
وَلم نَرَ مَلْكاً قَطّ يُدْعَى بدُونِهِ
فيَرضَى وَلكِنْ يَجْهَلُونَ وتَحلُمُ
أخَذْتَ على الأرواحِ كُلّ ثَنِيّةٍ
من العيشِ تُعطي مَن تَشاءُ وَتحرِمُ
فَلا مَوتَ إلاّ مِن سِنانِكَ يُتّقَى
وَلا رِزقَ إلاّ مِن يَمينِكَ يُقْسَمُ
إن أطرب الأسماع مدح مهذب
فمديح إسماعيل أعظم مطرب
الصّدق حليته فكان جلاؤه الـ
ـصديق يروى عنه طيب المنصب
كم سامع عن نبله من مغرب
ومعاين من فضله من معرب
في مصر من آثاره ما طاول الـ
ـأهرام طولاً في الزّمان المجدب
ففعاله منها الغناء لمعدم
وبناء تلك لغير شي موجب
وأحب عبد للمليك من انتحى
نفع العباد بفرصة المترقب
أمثال إسماعيل من تشدو له
زمر المحافل بأثناء الطيب
متفرّد لله في معروفه ومن
السّيادة يغتدّى في موكب
من لا يخيب راجياً لنواله
ولو أنّه استجداه أبعد مطلب
شهم ليومي كرة وأريكة
كفؤ لقومي مزبر أو مقضب
تلقّاه ما بين الصّفوف مصاولاً
مثل الهصور ببزّة لا مخلب
ما قال لا إلّا وآلت كالألي
نفعاً لنفي محرم في المذهب
كل القلوب على محبته انطوت
فاللّسن تنشر مدحه في الأحقب
لو كنت حسّان البلاغة لم أكن
بعض الثّناء عليه بالمستوعب
أولاه سيدنا العزيز ولاية
كبرى فقام بها قيام مجرب
فأعد أعمال الفلاح لمتعب
واجد آمال النّجاح لمعتب
وأبان عن حزم وعزم صادق
فيما قضاه من الأمور مُدرّب
حتّى استوى في مدحه وثنائه
كلّ الورى من حاضرين وغُيّب
تلك المعالي لا ينال مرامها
كم تعبت خلقاً ولمّا تكثب
كالبدر تنظره قريباً حين إذ
هو في التّمام لمشرق ولمغرب
تلك المكارم ليس يمكن حصرها
أبدا لمقول مطرى أو مطنب
لا يزدهيه سؤددٌ عن ضارع
كّلا وليس بمعرض عن مسغب
سالمت دهري بالأمير وباسمه
فلقد كفاني العمر غاية ما ربي
إنّ الذي نعش البلاد بعدله
يُحيي كذلك أهلها ويمر بي
من ذا يُصدّق أنّ نفساً حالكاً
يهدى إلى رائيه طلعة كوكب
فلأشكرنّ له أياديه التي
روت عظامي بالنّعيم الصّيب
ولأنظمنّ من المدائح فيه ما
إن قيل أطرب كل من لم يطرب
المقالات المتعلقة بعبارات مدح وثناء