طريق الإيمان

طريق الإيمان

يوجد لدى الإنسان العديد من الحاجات الضرورية لوجوده ولعيشه، وتنقسم هذهِ الحاجات لحاجات جسديّة كحاجته للطعام والشراب وغير ذلك، وحاجات نفسيّة كحاجته للاحترام من قِبَل الآخرين وحاجته للاهتمام والتقدير والرعاية.

هُناك أيضاً حاجات روحيّة تُعتبر من الضروريات الرئيسية لحياة الإنسان، وهيَ مدار البحث في هذا المقال، ومن أبرز هذهِ الحاجات الروحيّة هي حاجة الإنسان للإيمان، لأنَّ الإيمان هوَ مصدر للطمأنينة والهُدوء النفسيّ.

الإيمان

هوَ اليقين والتصديق الجازم والاعتقاد، فأنت تؤمن بأمرٍ ما أي أنّك مُتيّقنٌ به ومصدقٌ بما فيه، ولديكَ الاعتقاد الكامل بصدق هذا الأمر، وفي هذا الشأن سنتحدّث عن الإيمان بالله تعالى الذي هوَ أسمى ما يُؤمن بهِ المرء، وهوَ أوّل ما يجب أن نصدق بوجود الخالق جلّ جلاله، والاعتقاد بربوبيّته وألوهيته، وتفرّده بالخلق فلا شريكَ معهُ ولا ندّ ولا مُنازع.

يجب علينا أن نؤمن بأنه هوَ الخالق وهوَ الرازق وهوَ الأوّل فليسَ قبلهُ شيء، وهوَ الآخر فليسَ بعدهُ شيء إلى غير ذلك من أنواع الإيمان بأسمائه وصفاته جلّ جلاله، وللوُصول لهذا الإيمان فإنّ لهُ طريقاً يجب أن نسلكهُ لنصلَ إليه، فما هوَ طريقُ الإيمان؟ وكيف نستطيع السير عليه بثبات من غير زيغٍ ولا ضلال؟

طريق الإيمان

هو طريق الاستقامة، ومعنى ذلك أنّهُ خطٌّ مُستقيم لا اعوجاج فيه، كما بيّنهُ لنا سيّدنا مُحمّد عليهِ الصلاةُ والسلام، فمن ابتعد عن هذا الطريق واتبّع الطُرُق المعوَجّة فقد سلك طريق الضلال وزاغَ عن طريق الهُدى والحقّ والإيمان.

طريق الإيمان بالله يكون باتبّاع ما جاءَ بهِ سيّدنا مُحمّد عليهِ الصلاةُ والسلام، حيث نجد في الدّين ما يدعو للإيمان من خِلال آياتِ الله المُعجزة في كتابه الخالد القُرآن الكريم، فكُلّما تدبّرته تعمّقَ الإيمان في قلبك وازداد يقينك بأنّهُ كلامُ الله تعالى الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.

هذا الطريق يكون بإخلاص النيّة لله تعالى في السعي للإيمان والجِهاد من أجل استقراره في القلب، ويتبع ذلك الأمر الدُعاء إليه أن يُزيّنَ الإيمان في صدرك وأن يُكرّه إليكَ الكُفر والعِصيان، لأنَّ الدُعاء حريٌّ بهِ أن يُستجابَ إذا كانَ مع إخلاص وحُسن توجّه.

طريق الإيمان يكون من خلال التفكّر في خلقِ الله وتدبّر الكون وعظمة صُنعه ودقّة نظامه، فلا الشمس ينبغي لها أن تُدركَ القمر أي أنَّ كُلاً منهُما يسير ضمن مسارٍ مُحدد لا يزيغ عنهُ أحدهما ولا ينحاد ولا الليل سابق النهار، وكُلٌ في فلك يسبحون، فهذا الكون المنظور أمامنا سببٌ للإيمان بالخالق جلّ جلاله، فلا يأتي هذا البناء الكونيّ العجيب عبثاً، ولا صُدفة كما يدّعي من حادَ عن طريق الإيمان واتبّع طريقَ الشيطان.

المقالات المتعلقة بطريق الإيمان