طريقة قيام ليلة القدر

طريقة قيام ليلة القدر

اصطفى الله تعالى من كل شيء شيئاً، فاصطفى من الناس الأنبياء، ومن الأنبياء أولي العزم من الرسل، ومن قوم كلّ رسول جماعة من المؤمنين الصلحاء، كما اصطفى من الشهور شهر رمضان، ومن الأيام يوم عرفة، ومن أيام الأسبوع يوم الجمعة، ومن الليالي ليلة القدر.

ليلة القدر

ليلة القدر هي واحدة من ليالي العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، وقد اقترنت هذه الليلة بمناسبة عظيمة وهي مناسبة نزول أول آيات القرآن على قلب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وهذه الآيات هي الآيات الخمس الأوائل من سورة العلق. وقد أفرد القرآن الكريم لليلة القدر سورة كاملة سمّاها سورة القدر، أخبر فيها المسلمين عن فضل هذه الليلة العظيمة وأهميّتها المطلقة في التقرّب من الله تعالى. قال تعالى: (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ، وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ، لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ، سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ). وقد ورد فضل ليلة القدر في العديد من الأحاديث النبوية الشريفة التي أظهرت فضل هذه الليلة ومكانتها العظيمة على سائر الليالي طيلة أيام العام.

ورد عن الرسول الأعظم أنه أخبر أنّ تحري ليلة القدر يكون في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، كما ورد عنه أنها في الليالي الوترية من هذه الليالي المباركة، وهناك إجماع بين نسبةٍ كبيرة من المسلمين أن ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان المبارك هي ليلة القدر المباركة، ومن هنا فإنّ المساجد في العالم الإسلامي تحيي كافة ليالي العشر الأواخر من رمضان، وتفرد برنامجاً خاصّاً لليلة السابع والعشرين لظنهم وترجيحهم أنها هي ليلة القدر التي ذكرها القرآن الكريم.

لا توجد عبادة معينة في ليلة القدر، فكلّ العبادات مستحبة، وإحياء ليلة القدر يكون بالإكثار من كافة أنواع العبادات وعلى رأسها الصلاة وقراءة القرآن، فيُستحسن بالإنسان المسلم أن يتفرّغ في ليالي العشر الأواخر من رمضان للعبادة، فلو ضمن المسلم حياته في هذا العام، فإنه لن يضمنها في العام القادم.

وقد ورد عن السيدة عائشة بنت أبي بكر -رضي الله عنها- أنها قالت: (يا رسول الله، أرأيت إن علمت أي ليلة ليلة القدر ما أقول فيها؟ قال : "قولي: اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني). كما يجدر بالمسلم أن يخصص مبلغاً من المال للعشر الأواخر، وأن يقسمه على عدد هذه الليالي، بحيث يخرج في كل ليلة جزءاً من المال، فعندها ستتوافق صدقته مع ليلة القدر وسينال الأجر العظيم من الله تعالى.

المقالات المتعلقة بطريقة قيام ليلة القدر