خبز الصاج أو الشراك هي طريقة تركية في تحويل الطحين إلى خبز، وانتشرت هذه الطريقة في البلاد العربية إبّان الحكم التركي لبلادنا، ويتميّز خبز الشراك بسهولة هضمه ولذّة مذاقه.
الصاج هو عبارة عن صفيحة معدنيّة مصنوعة من الحديد، قليلة السماكة، تكون على شكل نصف كرة محدّبة من الخارج، قطرها يتراوح بين 50 سم إلى 70 سم، في إحدى أطرافه توجد حلقة تستخدم لتعليقه بعد الاستعمال أو أثناء التنقّل من مكان إلى آخر، توضع هذه الصفيحة على قوائم، وتشعل النار تحتها فتسخن، وترقّ قطعة من العجين بطريقة فنيّة معتمدة على أيدي الخباز؛ بحيث تصبح رقيقةً جداً وترمى على الصاج الذي يكون قد سخن جيداً، وتقلّب على الوجهين حتى تنضج؛ إذ تنضج بسرعة كون كميّة العجين قليلة ورقيقة جداً، وتكون جاهزةً للاستعمال.
عادة ما يكون حجم رغيف الشراك الواحد يساوي حجم قطر الصاج الذي يخبز عليه، ومقدار شفافيّة قطعة الشراك تدل على مهارة الخباز، وغالباً ما تكون ربّة البيت هي الخباز. إنّ خبز الشراك هو رديف للمنسف الأردني الذي يدلّ على الأصالة وإكرام الضيف، وتستخدم هذه الطريقة في الخبز للحصول على خبزٍ بسرعة كبيرة، فإذا ما حلّ ضيف على البيت ولا يوجد به خبز، تقوم ربة البيت على الفور بتجهيز العجين لعمل الخبز على الصاج بسرعة وتقدّم الطعام للضيف.
طريقة عمل خبز الصاجخبز الصاج طريقة قديمة في صنع الخبز؛ حيث كانت الأرياف والبوادي تفتقر إلى مصادر الطاقة، فاعتمدت على الحطب، وبقايا الأعشاب، والمخلّفات الحيوانية في توليد الطاقة الحراريّة للتدفئة وطبخ الطعام، فالصاج هو مكوّن أساسي من أمتعة البدوي والفلاح أينما حل، وكانت توجد طريقة أخرى للحصول على الخبز، تتمّ عن طريق أخذ قطع من العجين ورقّها نصف رقة وطمرها برماد النار، وإشعال النار فوقها حتى تنضج، ومن بعد ذلك يتمّ إخراجها من النار وتقطيعها إلى قطع صغيرة وتناولها بعد تغميسها بالسمن أو الزبدة أو اللبن وتسمّى (القراصة) أو العربود، وأكثر ما تستخدم هذه الطرق عند البدو نظراً لطبيعة حياتهم بالتنقّل والترحال من مكان إلى آخر حسب توفّر المراعي لمواشيهم، والكرم صفة من صفات البدوي التي يفتخر بها، ولها قيمةٌ اجتماعيّة كبيرة.
على الرغم من قدم هذه الطريقة بالحصول على الخبز وتوفّر المخابز حالياً في كل مكان بحيث يمكننا الحصول على الخبز في أي وقت ومن أي مكان، إلّا أنّنا نستمتع أكثر عند تناول الخبز المعد بالطريقة القديمة.
المقالات المتعلقة بطريقة عمل خبز الصاج