السمن العربي، أو السمن البلدي، طعام الأجداد المفضل وسر بنيتهم الصحيحة وقوتهم، فلقد كانوا يضيفونه بوفرة على وجباتهم دون أن يخافوا من خطر المرض، فنمط الحياة قديماً الذي كان يمتلئ نشاطاً وحيوية، كان يسمح لهم بتناول كل ما طاب لهم دون خوف أو حساب.
يدخل السمن العربي في تحضير العديد من الأطباق الشهية وخصوصاً الحلويات، كالبسبوسة، والهريسة، والكنافة، كما يعتبر السمن الوجبة الفاخرة صباحاً، خصوصاً إن حُضّر مع البيض المقلي، أو مع فتة الحمص، والسمن من المنتجات الدهنية الحلبية الهامة، والتي تعتبر نوع من الدهون الصافية المصنوعة من القشدة، أو من الزبدة بعد التخلص بما بهما من ماء ومواد صلبة لا دهنية، وفي هذا المقال سنعرض طريقة تحضير السمن العربي بخطوات متسلسلة وواضحة.
نضع الزبدة في قدر ونسخنها حتى تسيح وتصبح في حالة السيولة، ومن ثم نضيف مقدارَ ملعقة صغيرةٍ من الملح لكي نساعد على رفع درجة غليان الزبدة، وبالتالي ترسيب المواد غير الدهنية من الزبدة، وحفظ السمن المتكون لفترات طويلة، ثم نستمر في تسخين الزبدة على درجة حرارة ستون مئوية، وتصفيتها بشاش أبيض، ومن ثم نعيد الزبدة إلى القدر للتسخين مرة جديدة مع التقليب حتى تتكون الرغوة.
في هذه المرحلة نزيد درجة الحرارة إلى مئة وخمسة تقريباً، وعندها يبدأ بالغليان وتظهر على السمن طبقة رغوة كثيفة تسمى الريم، ويبدأ السمن بالتسوية مع تجمد الرواسب اللادهنية، نرفع من حرارة التسخين لتصبح حوالي مئة واثنتي عشرة مئوية تقريباً، حيث تتجمع الجزيئات المعلقة وتنكمش ويحدث لها ترسيب، ويبدو السمن صافي، ومع الاستمرار بعملية التسخين تظهر الرغوة وتبدأ رائحة السمن بالظهور، وتشكل اللون الأصفر المحمر، مع مراعاة عدم الاستمرار بالتسخين عند الوصول إلى هذه المرحلة.
يترك السمن لمدة ساعة حتى يتركد، ومن ثم نصفيه بالشاش في أوعية التخزين، نصفيه مرتين حتى نتأكد من خلو السمن من كافة المواد اللادهنية، وتغلق الأواني بإحكام للحفظ.
المقالات المتعلقة بطريقة عمل السمن