طريقة طواف الوداع

طريقة طواف الوداع

 

طواف الوداع

يعتبر طواف الوداع واحداً من ثلاثة أنوعاع طواف تؤدى في فريضة الحج، وحكمه مختلف عليه بين الواجب والسنة، فهو واجب عند جمهور العلماء، ولكن وعلى الرغم من وجوبه عند النسبة الأكبر إلا أنّه لم يرد شيئاً عن رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم يأمر من تركه بذبح شاة أو بالصيام عوضاً عنه، بل على العكس من ذلك، فقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّه أعطى رخصة للسيدة الحائض بأن تغادر مكة من دون أن تطوف طواف الوداع، ومع هذا فإنّه وبحسب المختصين الشرعيين يلزم من ترك طواف الوداع دون وجود عذر شرعي أن يذبح شاة ويوزّعها على الفقراء في الحرم الشريف، وقد ورد أمر طواف الوداع في حديث رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم حيث قال: (لا ينفرن أحد حتى يكون آخر عهده بالبيت).

 

كيفيّة طواف الوداع

بعد أن ينفر الحاج من مِنى، من المستحب أن ينزل في المحصب ويبيت فيه، فإذا جاء آخر الليل دخل مكة المكرمة، وإذا أراد السفر والرحيل في ذلك اليوم طاف حول الكعبة المشرفة طواف الوداع، أمّا إن أجّل سفره ورحيله إلى يوم آخر، أجّل معه طواف الوداع إلى حين السفر.

يطوف الحاج طواف الوداع على هيئة طواف الإفاضة، ثم يشرع بصلاة ركعتي الطواف بعد أن ينتهي منه، ويمكن له أن يقف في الملتَزَم ليدعو الله تعالى بما شاء أن يدعوه به، وإن همّ بالخروج من المسجد الحرام استقبل الباب واستدبر البيت الشريف، ومن طاف الوداع وتأخر بعد طوافه لغاية من غايات السفر كتجهيز أمتعته، ونقلها، وانتظار وسيلة النقل، وغيرها فلا شيء عليه حتى لو بقي منتظراً مدّة طويلة من الزمن، أمّا من تأخّر لأغراض أخرى ليس لها علاقة بالسفر فقد وجب عليه إعادة الطواف مرة أخرى، وإن لم يفعل وجب عليه ذبح شاة.

وهناك دعاء مأثور عن ابن عباس رضي الله عنهما كان يدعو به وهو: (اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك، حملتني على ما سخرت لي من خلقك، وسيرتني في بلادك حتى بلغتني بنعمتك إلى بيتك وأعنتني على أداء نسكي، فإن كنت رضيت عني فازدد عني رضا، وإلا فمن الآن فارض عني قبل أن تنأى عن بيتك داري، فهذا أوان انصرافي إن أذنت لي، غير مستبدل بك ولا ببيتك، ولا راغبا عنك ولا عن بيتك، اللهم فاصحبني العافية في بدني، والصحة في جسمي، والعصمة في ديني، وأحسن منقلبي، وارزقني طاعتك ما أبقيتني، واجمع لي خيري الدنيا والآخرة، إنك على كل شيء قدير)، أمّا دعاء الخروج من مكة المكرمة والذي ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو: (آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون، صدق الله وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده).

الحكمة من طواف الوداع تتلخص في الاستئذان، وشكر الله تعالى على النعمة التي أنعم بها على الإنسان المسلم وهي أنّه مكّنه من زيارة المشاعر المقدسة، وأداء مناسك الحج كاملة، وحضور هذا الاجتماع الإيماني الموقّر المبجّل.

 

المقالات المتعلقة بطريقة طواف الوداع