الملوخية أو الملوكية بحسب ما أسماها الناس هي أكلة كانت تقتصر على الملوك وكبار الوزراء والشخصيات في الزمن الماضي، أمّا الآن فقد باتت أكلة شعبية بجدارة؛ إذ تُطهى بكافة المناطق العربية نظراً لمذاقها الطيب وسهولة تحضيرها وقلة تكلفتها. كانت هناك حكاية للحاكم بأمر الله الفاطمي مع الملوخية، حيث كانت تطبخ الملوخية زمناً طويلاً دون أن يعرف لها اسم، ويُقال إنّ اسمها كما أسلفت الملوكية حيث أصدر الحاكم بأمر الله الفاطمي أمراً بعدم أكل الملوخية على عامة الناس وجعلها حكراً على الأمراء والملوك فسميت بالملوكية، ثم حُرّفت إلى اسم الملوخية.
ونبات الملوخية نبات حولي يعيش في المناطق المرويّة، له أكثر من عشرين نوعاً، سيقانه رفيعة وطويلة تكسوها الأوراق والتي تستخدم في الطبخ، يحتاج لمناخ رطب الى معتدل في زراعته، كما أنّ له زهيرات صفراء صغيرة تنمو عند قمته وتُكوّن عندما تجف البذور. اشتهر هذا النبات في مصر قديماً؛ حيث كانت له حكايات مع الفراعنة القدامى، ومن ثم انتقل الى فلسطين، وسوريا، والعراق. الملوخية نبات غني بالعناصر المعدنية مثل: الكالسيوم، والفسفور، والحديد، والمنغنيز، كما توجد به نسب بسيطة من الدهون، والبروتين، وفيتامين أ وب.
يتم حفظ الملوخية لتطبخ بغير مواسمها بطريقتين هما: التجفيف وذلك بنشر أوراق الملوخية بعد قطفها عن السيقان في مكان مظلل لعدّة أيام حتى تجف الأوراق وتخزن إمّا ناعمة بعد طحنها أو خشنة كما هي، أما الطريقة الثانية فهي حفظ الملوخية بالتجميد وذلك بغلي الأوراق لمدة دقيقتين فقط، وتوضع في أكياس مفرغة من الهواء لتحفظ بالمجمد حتّى يتمّ طهوها. تطبخ الملوخية بعدة طرق بحسب المنطقة، والمكونات المضافة إليها، وفي هذا المقال سنعرض الطريقة التقليدية لطبخ الملوخية.