الجلود من الأدوات التي استخدمها الإنسان منذ مراحل حياته الأولى وكما هو معروفٌ عاش الإنسان حياةً بدائيّةً يعتمد على ما تجود به عليه الطبيعة من مأكل ومشرب وملبس، فكان يصطاد الحيوانات فيأكل لحومها ويلبس جلودها لتقيه من برد الشتاء أو حرً الصيف.
الجلود من المواد التي استخدمها الإنسان بأشكال متنوّعةٍ وبحكم حاجته المتزايدة لهذه المادة استطاع أن يحسّن من طرق استفادته منها، ومن هنا اهتدى الإنسان إلى دباغة الجلود وتجفيفها قبل استعمالها ليصبح استعمالها أكثر سهولةً وكانت تتمّ عمليّة دباغة الجلود في البيوت ومن بعدها ظهر أناس متخصصون بتصنيع المواد الجلديّة كان يطلق عليهم الخرّازون.
الخرّاز هو الشخص المتخصص بصناعة السلع المصنوعة من الجلد مثل الأحذية، وقِرَب الماء التي كانت تستخدم في السابق لنقل الماء والاحتفاظ بها سليمةً، ولكل نوعٍ من أنواع الجلود استعمالات خاصّة، فجلود الإبل يختلف استعمالها عن جلود الأرانب وجلود الخراف يختلف استعمالها عن جلود الماعز.
طريقة دبغ الجلود في المنزلمن الصعب استخدام الجلد قبل التخلّص من شعره أو وبره ومن رائحته، ولا يمكننا الاستفادة من جلود الحيوانات قبل أن يتمّ التعامل معها من حيث التنشيف والدباغة، فالدباغة تعطي الجلد مرونةً وقوةً أكثر، كما تحميه من التعفّن وخروج رائحة العفن منه فيصبح غير صالحٍ للاستعمال.
استطاع الإنسان أن يهتدي إلى استخدام موادٍ للدباغة من البيئة التي تحيط به، فاستخدم جذور أشجار السنديان مثلاً كما استخدم قشور ثمار الرمّان قبل التعرّف على أنواعٍ من الصبغات الحديثة التي تؤدّي الغرض والغاية من دبغ الجلد، وكانت القبائل البدوية المتنقلة من مكانٍ إلى آخر أكثر الناس استخداماً للأدوات التي تُصنع من الجلود بسبب سهولة حملها وخفة وزنها، وتتم عمليّة الدباغة بالخطوات الآتية:
المقالات المتعلقة بطريقة دبغ الجلود في المنزل