الرّسم كتاب الطبيعة الأكبر، يقرأه كل إنسان بلغة الشعور، والوجدان؛ حيث أجمعت الدراسات العلمية، والنفسية على أن الشعور يسبق الفكر، لذلك فإن الإنسان بدأ بالشعور قبل أن يبدأ بالمرئيات وتحليلها. الفن عُرف منذ آلاف السنين، وأكبر مثال على ذلك الفن الفرعوني والسريالي.
كثيرًا ما احتاج الإنسان لإيصال شعور معين بتعبيرٍ مختلف فقام بالرَسم، وأشغل إحساس الناظر وحرّكه، وكما أنّ عقل الإنسان ليس له حدود ونهاية، فإحساسه ليس له نهاية وحدود، الرسم أوقظ روحه وجعلها في حلم وتأمل دائمين.
هو وسيلة من وسائل التعبير عن انفعالات الإنسان وعواطفه، وهو تعبير شخصي على الأغلب، بتركيز ذهني أو بصري للرسام يكون على شكل خطوط، وتدرجات لونية يُظهرها الرسام على مواد، لتحقيق الأهداف والأشكال كما رآها في أعماق فكرة خيالية. والرسم موهبة يُمكن تعليمها وفق مفردات وممارسة، وتمرين، وتركيز، وشعور، وهذا أهمّها، والغاية من ذلك تنمية الخيال، والتفكير، والملاحظة، والابتكار.
وعلينا الانتباه لطبيعة خط كل طالب، فمثلًا: إن كانت تكثر النقاط والخطوط المستقيمة المتقطعة في رسوم الطالب، فهو مبدع في رسم الطبيعة الصامتة، وإن كانت تكثر في رسوم الطالب الخطوط الحادة، فهو مبدع في رسوم الآثار والمباني، وإن كثرت الخطوط المائلة، فهو مبدع في رسم الطبيعة المتحركة، والحركة، وغالبًا ما يكون كاريكاتيريًا.
ولكلٍ منها تدرج خاص في الرسم، وأفضل الأقلام لتعليم المبتدئ على الترتيب: الفحم، والرصاص، والسبب في ذلك الليونة في رسم الخطوط والسلاسة في الحركة، وإمكانية مسح الخطأ، وصنع الظلال باستخدام الأصابع، والطباشير، والشمع، والباستيل، والحبر، والريشة.
ومن أهم النقاط في تعليم الرسم، البدء بخطوط مستقيمة ومائلة وتوصيلها، حتى نستخرج شكلًا معينًا إما كائناً حيّاً أو غير حي.أما عن رسم الحركة، يجب أن يكون في المراحل الأخيرة، ولا ننسى أن الخطوط القوية، والجريئة تجعل الطالب يتخطى الكثير من المراحل بسرعة أكبر. المراحل المتقدمة تحمل الخطوات المتقدمة من طرق وأساليب الرسم، ومنها: