تكوين الأسرة إنّ العيش بسعادة واطمئنان، ضرورة من ضروريّات الحياة لدى كلّ إنسان، لذلك نجده يبحث دوماً عن الراحة والاستقرار، لعلّه يجد الحياة الهانئة المليئة بالسرور والفرح بعيداً عن الخلافات والمشكلات، وقد بين الله سبحانه لنا مكان الراحة، والسكينة، والاستقرار في قوله تعالى: "وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً"، لذلك جُعلت السعادة في تكوين الأسرة المسلمة وبنائها، ولا يكون ذلك سهلاً، بل يحتاج الإنسان أن يبحث عن دعائم قوية لبناء بيته وأسرته، لينعم بالراحة، ولا يجد من يكدّر صفو حياته.
اختيار شريك الحياة إنّ اختيار الزوج بشكل صحيح لشريكة حياته، وأمّ أبنائه، له دور في حماية الأسرة من الخلافات والمشكلات مستقبلاً، فإن كان معيار الاختيار لديه زوجةً تقدّره وتفهمه، وتحرص على تربية أولاده تربية سليمة، فلن يتعب فيما بعد لأنّه أحسن الاختيار، لكن لا بدّ من بعض الخلافات البسيطة لربما في وجهات النظر، أو آراء أفراد الأسرة، أو لربما في تدخّل آخرين في حياة الزوجين، أو من الممكن أن يكون السبب وراء ذلك؛ عدم تفهّم كلّ زوجٍ للآخر، إذاً لا بدّ من وجود طرق لحلّ هذه المشكلات، حتّى لا تشكّل جداراً يحول دون السعادة والفرح، ومن أهمّ هذه الطرق ما س
طرق حلّ المشكلات الزوجيّة - إنّ أهمّ ما يجب على الزوجين فعله حينما يختلفان، أو تحدث مشكلة بسيطة بينهم هو عدم إعطاء المشكلة أكبر من حجمها، بل ومحاولة التصغير من حجمها، وعدم إخراجها من حدود البيت الذي يعيشان فيه.
- لا بدّ من أن يفهم كل من الزوجين الآخر، حتّى إن حدث خلاف بينهما، يستطيعان أن يتفاهما، ويعرف كل منهما مقصد ونيّة الآخر، وحذارِ من التشكيك ونزع الثقة من أحد الزوجين للآخر.
- إذا حدث خلاف أو مشكلة بسيطة، فيجب على الفور إخماد هذه المشكلة بمعرفة السبب الرئيس منه، دون أن يفتح كلّ من الزوجين على الآخر آفاقاً لا تنتهي من الاتهامات والشتائم.
- لا بدّ من العتاب، ولكن بطريقة وديّة بعيداً عن الصراخ والصخب، ولا بدّ أن يستمع كل منهما للآخر، ثم ينهيان الخلاف في مكانه، دون العودة إليه مرة أخرى.
- عدم إشراك أحد في حلّ المشاكل غير الزوجين، وإذا كان لا بدّ من ذلك فالبحث عن طرف محايد لا يقف لمصلحة أيّ منهما دون الآخر.
- عند حدوث أي مشكلة، من الأفضل أن يجلس الزوجين معاً ويتفهما جيداً أنّ الشيطان أسمى مقاصده أن يفرق بين المرء وزوجه، فيحرصان على حماية حصن الزوجية.
- عند حدوث مشكلة بين الزوجين واحتدام الموقف، يجب أن يحاول كل من الزوجين أن يتماسك نفسه ولا يتسرع بإصدار قرارات متعجلة قد تصعد من الموقف إلى ما لا يعلم عقباه.
- ومن أهم الطرق للحفاظ على الحياة الزوجية واستمرا السعادة الزوجية أن لا ينسى كل من الزوجين آثار وفضائل زوجه، فهو على كلّ حال شريك الحياة في الدنيا، والرفيق في الآخرة إذا صلح كلاهما.
ختاماً: نسأل الله لجميع الأزواج الرضا والسعادة في الدارين.