الطفل العنيد والعصبيّ يتّصف الكثيرُ من الأطفال بالعناد والعصبيّة، ويعود السبب الرئيسيّ في ذلك إلى التربية الخاطئة والأسلوب الذي يتبّعه الأهل في التعامل مع أبنائهم؛ فهذه الصفات ليست وراثية، بقدر ما يتمّ اكتسابها؛ نتيجةَ الظروف والبيئة المحيطة بالطفل. كما يمكن أن نعزو العناد والعصبية إلى غيرة الطفل من أشقّائه أو أصدقائه، أو للفت الانتباه إليه.
من الجدير بالذكر أنّ هاتين الصفتيْن تسبّبان المتاعب للأبوين؛ فلا يجدون سبيلاً لإقناع طفلهم أو إرضائه أو التكلّم معه؛ لهذا كلّه سنعرض في هذا المقال طرق تسهّل التعامل مع الطفل العنيد والعصبي، وتخلّصه من هاتين الصفتين تدريجيّاً.
طرق التعامل مع الطفل العنيد والعصبي - التحفيز والتشجيع المقترن بالمجاملة؛ بحيث يُمنَحُ الطفل الحافزَ والأمان والحبّ اللازم، كما يتم الثناء على أخلاقه الحسنة وسلوكه المؤدب؛ الأمر الذي يُشعر الطفل بالحنان والراحة؛ ويبعده بالتالي عن التصرّف بعصبية وعناد.
- الرقابة الشديدة الحازمة؛ بحيث يُعطى الطفل الحريّة، مع مراقبته دون أن يشعر بذلك، لأنّ إهماله وتركه دون رقابة من شأنه زيادة حدّة العناد.
- الهدوء؛ وذلك لأنّ التعامل بعصبية يزيد من عناد الطفل؛ لذلك يجب أن يتم التحدّث معه بهدوء أثناء عناده، وإقران هذا الهدوء بأسلوب مقنع ومنطقي لكسر حدّة عناده.
- التجاهل؛ وذلك لأنّ أحد أسباب العناد والعصبية هو الدلال والاهتمام الزائد وتلبية جميع رغباته مباشرة دون تفكير، بحيث يعتاد على أنّ كل ما يريده يجب أن يحدث أو أن يحصل عليه. لذلك يجب استخدام أسلوب التجاهل لبعض طلباته غير اللازمة بعض الأحيان.
- الشرح المبرر والتفسير المقنع؛ فأسلوب العقاب أو الضرب دون أن يعرف الطفل السبب من شأنه زيادة عناده لا تقليله؛ لذلك يجب اعتماد أسلوب النقاش والتبرير المنطقي لإقناعه بوجهة النظر المخالفة له.
- الابتعاد عن التعامل بلغة الأوامر؛ فهذه الطريقة تُشعر الطفل أنّه دونَ رأي؛ الأمر الذي يضطرّه إلى إثبات العكس بالّلجوء للعصبية والعناد. لذلك يجب منحه مساحة من الحريّة في الحديث أو التعبير، أو اختيار ملابسه التي يودّ ارتداءها مثلاً؛ فهذا لا يُساهم في الحدّ من عناده وعصبيته فقط، بل يشجّعه على بناء شخصيّة قوية يعتمد فيها على نفسه أيضاً.
- الابتعاد عن أسلوب التهديد بالأب؛ ذلك لأنّ المفترض أن يكون الأب سبباً في شعور الطفل بالأمان والطمأنينة لا الخوف، وإنّ استخدام هذا الأسلوب مع الطفل يُولّد اضطراباً في شخصيته ويزيد من عناده وعصبتيه.
- معرفة سبب العناد والعصبية بهدف تفاديه، فمثلاً، قد يكون السبب راجعاً إلى إهمال الأبوين وعدم الاهتمام به، فيقومان عندها بتقديم الرعاية اللازمة له، ثمّ حلّ المشكلة.
- الابتعاد عن التعامل بالعناد والعصبيّة، وذلك سواء مع الطفل نفسه أو بين أفراد العائلة الآخرين؛ ذلك لأنّ الطفل يميل لتقليدهم واكتساب صفاتهم، فإذا تعاملوا فيما بينهم بعناد وعصبية كان عنيداً، وإذا تعاملوا بهدوء وسلاسة كان كذلك.