الصيام هو من الطاعات التي اختصّ الله سبحانه وتعالى الأجر لها عنده جلّ جلاله ، فالصوم له سبحانه وتعالى وهو يَجزي به ، فما ظنّك بجزاء الربّ الكريم حين يتفضّل على عبده بالأجر، وأجور الكريم مضاعفة سبحانهُ وتعالى.
ولا شكّ أنّ الصيام اختصّ الله سبحانه وتعالى له شهرا كاملاً ، وهو شهر رمضان ، فكان هذا الشهر هو شهرٌ مخصص للصيام ، وصيامه فرضٌ وهو ركنٌ من أركان الإسلام التي لا يتمّ الإسلام إلا به ، فلا يجوز لشخصٍ أن يُنكِرَهُ لأنه من الأمور التي يقوم عليها أصول الدّين.
وكما أنّ الله سُبحانهُ وتعالى فرَض الصيام في شهرِ رمضان ، فقد شرَع لنا الصيام في سائر الأيام ما لم يكُن مختصّاً بيوم مثل يوم السبت على سبيل المثال أو غيره من الأحكام الخاصّة ، ولكن لا شكّ أن الصوم في سبيل الله على سبيل التنفّل ، هو شعيرةٌ عظيمة ، وبابٌ عظيم من أبواب الخير على المسلم أن يحرصَ عليها ، مثل صيام يومي الإثنين والخميس ، والأيام الستة من شوّال بعدّ شهر رمضان المبارك ، والأيام الثلاثة في كلّ شهر، الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر ، وكذلك من العشر ذي الحجّة ، وأي يومٍ آخر من أيّام السنة ؛ وذلك لأنّ من صام يوماًُ في سبيل الله باعد الله بينه وبين النّار سبعين خريفاً كما في الحديث النبوي الشريف ، فعن أبي سعيد الخدريّ رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول : (من صام يوما في سبيل الله بعد الله وجهه عن النار سبعين خريفاً ) – متفق عليه ، وهذا اللفظ هو للبخاريّ.
وما ينطبق على صيام هذه الأيام وأي يوم آخر ينطبق على صيام شهر رجب ، وهو شهرٌ محرّم ، واعلم أنّ الأشهر الحرم هي من الأشهر التي ينبغي للمرء أن يُكثر فيها من الطاعات ولا يظلم فيها نفسه بالمعاصي والذنوب والآثام ، وشهر رجب من هذه الشهور التي رأى كثير من العلماء أنّ الصوم فيها فضيلة وقربى إلى الله عزّ وجلّ وليست شيئاً من البدع أو الإتيان بما ليس من دين الله عزّ وجلّ.
ورأي جمهور العلماء على الترغيب بصيام بعض من شهر رجب أو ما تيسّر لك منه ، لأنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال في الأشهر الحرم : ((صم من الحُـرُم واترك، صم من الحرم واترك)) والحديث رواه أحمد وأبو داود، واللفظ له.
المقالات المتعلقة بصيام أول رجب