تُعتبر دولة الجزائر أكبر دولةٍ من ناحية المساحة عربياً وإفريقياً، وفي المرتبة العاشرة عالمياً، وتقع في الجزء الشماليِّ الغربيِّ للقارة الإفريقيّة، وتطل على البحر الأبيض المتوسط، وهي دولةٌ تعتمد على الكثير من الصناعات التقليدية حتى هذا اليوم، إذ تتركز الصناعات التقليديّة في الجزائر في الأحياء العتيقة لتبهر العالم بالكثير من القطع الرائعة من الحُليِّ والمجوهرات المصنوعة يدوياً، والنسيج اليدوي الرائع، والنحاسيّات التي أصبحت تراثاً ثميناً، والخزفيّات، والفخار بأشكاله المختلفة، وفيما يلي سنتكلم عن صناعة الفخار في الجزائر؛ لأنه يُعتبر من أهمّ الصناعات التقليدية فيها.
فخار الجزائرارتبطت صناعة الفخار بوجود الإنسان منذ القدم، واستمرّت بقوة الإنتاج نفسه حتى أصبحت اليوم نوعاً من التراث الثمين، ورمزاً من رموز الأصالة والتاريخ، وخصوصاً في دولة الجزائر؛ حيث تُعتبر واحدةً من الصناعات التقليديّة التي لا زالت مُستمرّةً حتى هذا اليوم.
رغم انتشار صناعة الفخار في العالم إلا أنّ للجزائر لمسةً خاصةً، حيث منحها وقوعُها بمحاذاة البحر الأبيض المتوسّط ريادةً في هذه الصناعة، فلا نجد منطقةً في الجزائر لا تصنع الفخار أو تقتنيه في بيوتها للاستعمال والزينة، وقد اعتبر علماء الجيولوجيا الفخار مقياساً لمعرفة الحقب الزمنية، والاستدلال به على الماضي، حيث كان يُستخدم في المساجد والجدران، من خلال تزيينها بالفسيفساء الملونة.
فصائل الفخار الجزائريّتعتبر الطينة الحمراء طوبيّة اللون المادة الأساسية في صنع الفخار، بالإضافة إلى بعض المواد الأخرى التي تجعل من الطينة مادةً سهلة التشكيل، وقد يُستخدم الفخّار بلونه الطبيعيّ، وهو البنيُّ المائل إلى الأحمر، وقد تُضاف بعض الصبغات والأكاسيد المعدنيّة لتغيير اللون، أو تُرسم عليه بعض الرسومات للزينة؛ مثل: الأزهار، والأشكال الهندسيّة، وبعض الكلمات باللغة العربية.
مع تطوُّر الآلات والأذواق ظهرت أنواعٌ جديدةٌ من الفخار في الجزائر؛ مثل: السيراميك الذي انتقلت صناعته إلى أوروبا في القرن الخامس عشر الميلاديّ، وفخار البوكراك الأسود أو الرمادي اللامع والأملس، واستمر التطوّر في صناعة الفخار في الجزائر بشكلٍ ملحوظٍ جداً، لما له من استعمالاتٍ كثيرةٍ في حياة الجزائريين، وظلَّ دليلاً قاطعاً على حضارة البلد وتاريخها.المقالات المتعلقة بصناعة الفخار في الجزائر