صناعة الغزل والنسيج في مصر

صناعة الغزل والنسيج في مصر

تأتي صناعة الغزل والنسيج في مصر بالمرتبة الثانية على مستوى القطاع الصناعي بعد صناعة الأغذية؛ إذ يتخذ استثماراً يصل حجمه إلى 50 مليار جنيه سنويّاً، وتعمل نسبة من الأيدي العاملة المصرية تتجاوز 25% في هذا القطاع؛ أمّا مساهمة هذا القطاع في الناتج الصناعي الاجمالي فتشكل ما نسبته 26.4%.

تعتبر العصور الوسطى نقطة انطلاق لصناعة النسيج في مصر؛ وخاصّة خلال فترة حكم الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله؛ إذ جاء الاهتمام بهذا النوع من الصناعات لأنّ الحكام يرتدون المنسوجات ويقدمونها كهدايا للآخرين.

تشير سطور التاريخ إلى أنّ المرأة المصريّة تمارس الحياكة والنسيج والتطريز بكل مهارة وبراعة؛ ويذكر بأنّ الأسلوب المُنتهج في هذا السياق خلال العصر الفاطمي هو أسلوب نظام الطوائف، وشهدت هذه الفترة إنشاء ما يسمّى بدار الطراز التي كانت تنشطر إلى شطرين رئيسييّن وهما طراز العامّة وطراز الخاصّة.

أمّا فيما يتعلق بالعصور الحديثة؛ فيعتبر القرن التاسع عشر الميلادي عام ولادة المشاريع الكُبرى في هذا الشأن؛ حيث بدأت الشركات والمصانع الخاصّة بصناعة الغزل والنسيج والملابس الجاهزة تنتشر شيئاً فشيئاً، فأنشئت الشركة الأهليّة للغزل والنسيج في غضون تلك الفترة، ومع حلول عام 1927م بدأت العمل الفعلي لهذه الصناعة وتمثل ذلك بقيام شركة مصر للغزل والنسيج في منطقة المحلة الكبرى.

مقوّمات صناعة الغزل والنسيج في مصر

ازدهرت صناعة الغزل والنسيج في كافة أرجاء مصر نظراً لاعتمادها على المواد الخام المتوفرة في المنطقة بكثرة كالنخيل ومنتجاته، والأخشاب وما تدخل به من صناعات، كما ساهم توفّر المنتجات الحيوانيّة من وبر وشعر وصوف وجلود على تحفيز هذه الصناعة.

أمّا فيما يتعلق بأمر الثروة المعدنيّة فإنّ غنى المنطقة بالنحاس والذهب والحديد والفضة والقصدير وغيرها من المعادن النفيسة قد أخذ بيد الصناعة إلى الأمام وطورّها، فاجتمعت العوامل كافة وجعلت من هذه الصناعة حرفة مميّزة من حيث الدقة والابتكار والكفاءة.

يشار إلى أنّ صناعة الغزل والنسيج واحدة من الصناعات البيئيّة التي تعتمد على الصوف النقي والطبيعي في قيامها؛ وتلجأ معظم دول العالم إلى صناعته وفقاً لما يتوفر لديها من مواد خام محليّة وعلى أن يتم تصنيعه تبعاً لإبداع حرفي يتخذ صوراً ورسومات معيّنة.

معوّقات تطور صناعة الغزل والنسيج في مصر

بدأ قطاع صناعة الغزل والنسيج يواجه بعض الصعوبات في وقتنا الحالي في مصر، وتعزى الأسباب في ذلك إلى ارتفاع التكلفة الإنتاجيّة للمواد الأولية، فأدى ذلك إلى الحد من القدرة التنافسيّة لهذا النوع من الصناعات، كما ساهمت التغيّرات التي طرأت على حجم التجارة العالميّة في التأثير على هذا النشاط بشكل كبير وملحوظ.