مكانة زوجات الرّسول اشتُهرت زوجات النّبي محمّدٍ صلّى الله عليه وسلّم بصفاتٍ عديدةٍ، ومناقبَ جليلةٍ، فقد شاءت أقدارُ الله سبحانه وتعالى أن يَكُنّ زوجات خيرِ النّاس، وأفضل الخَلق على الإطلاق، ولا شكّ بأنّ تلك المنزلة من رسول الله، وهذا القُرب قد أهّلَ نساءَ النّبيّ الكريم ليكُن نموذجًا ومثالًا لنساء المؤمنين في أخلاقهنّ، وتعاملهنّ، وقِيَمهنّ المستمدّة من تعالِيم الشّريعة الإسلاميّة، وهَدي النّبي عليه الصّلاة والسّلام، ومن زوجاته صلّى الله عليه وسلّم: سَودة بنتُ زَمعَة، وحَفصَة بنت عُمربن الخطاب، وزَينب بنت جَحش، وجُويريّة بنت الحارث.
بعض صفات زوجات الرّسول - صحّة الاعتقاد وسلامة التّوحيد: فقد كانت نساء النّبي عليه الصّلاة والسّلام مِثالًا في إيمانهنّ بالله تعالى وصدقِ توحيدهنّ، كالسّيدة خديجة رضي الله عنها؛ التي كانت مثالاً للمرأة صاحبة العَقيدة الصّحيحة، والفِطرة السّليمة حينما كانت أوّل من يؤمن بدعوة الإسلام من النّساء.
- الصّبر والتّحمل: وصِفَت كثيرٌ من نساء النّبي عليه الصّلاة والسّلام بالصّبر حينما وقفن مع النّبي الكريم في دعوته متحمّلاتٍ أذى الكافرين؛ فعندما قرّر المشركون حِصار بَني هاشمٍ في شِعاب مكّةَ؛ بقيت السّيدة خديجة رضي الله عنها مع النبيّ محمّدٍ صلّى الله عليه وسلّم صابرةً متحمّلةً آثار هذا الحِصار الظّالم.
- العفّة والطّهارة: كانت نساء النبيّ الكريم مثالًا في عفّة اللّسان وطهارة النّفس، ومن الأمثلة على ذلك ما حصل مع السّيدة عائشة رضي الله عنها في حادثة الإفك؛ حينما نالت من عِرضها الشّريف ألسِنَة المُنافِقين؛ فبقيت مع صبرها لا تنقطع من أعينها الدّموع ولا يهدأ لها بال، حتّى برّأها الله سبحانه وتعالى بآياتٍ تُتلى إلى يوم القيامة دليلًا قاطِعًا على عفّتها وطَهارتها.
- حبّ العلم والتّعلم: حرِصَت نساء النّبيّ على العِلم الشّرعيّ وتَعلّمه، كالسّيدة عائشة؛ التي كان الصّحابة يستَفتُونها في المسائل الشّرعيّة، ويَنهَلون من عِلمها الغَزير، حتّى قيل إنّ رُبع علوم الشّريعةِ أتت من السّيدة عائشة رضي الله عنها.
- الغِيرة على رسول الله وحفظه في غيابه: فقد كانت نساء النّبيّ الكريم يَغرنَ عليه ويحفظنَه في غَيبَته، ومثال ذلك السّيدة أم حبيبة؛ رملة بنت أبي سُفيان رضي الله عنها، التي دخل عليها أبوها يومًا وهو مُشرِك فأراد أن يجلس في فِراشها فأزاحت الفِراش عنه لنَجاسَته وطهارة رسول الله عليه الصّلاة والسّلام.
- الكرم والجود: اشتُهِرت زوجات النّبي الكريم بسخائهنّ، وكرمهنّ، وبذلهنّ، في سبيل الله، ومن الأمثلة على ذلك زينب بنت خزيمة، التي لُقّبت بأمّ المَساكين؛ لكثرة عَطائها وإنفاقِها على الفقراء والمساكين.