يرتبط ظهور المهدي باقتراب يوم الحساب، يوم يُوزّع الخالق العظيم الجوائز على عباده الصالحين الذين لم تلهِهم الدّنيا وملذّاتها عن عبادة الرحمن الرحيم، ويُذكّرنا ديننا الحنيف بإشاراتٍ أو علاماتٍ تدلّنا على اقتراب هذا اليوم لتنبيه الغافل وتذكيره بأنّ عدل الله قادمٌ فلا بدّ من معاقبة الكافر الذي حاد عن الحق والحقيقة واتبع أهواءه وغرائزه في الدنيا ومكافأة المسلم الذي صدّق بوحدانيّة الله وعبَدَه والتزم بأوامره وانتهى عن نواهيه وسلك طريق الحقّ والفضيلة.
ظهور المهديتتّفق جميع المذاهب الإسلاميّة على أنّ ظهور المهدي المنتظَر من علامات قيام الساعة الكبرى، وتسبق ظهور المهدي حالةٌ من الفوضى تسود العالم، ويكثر القتل بين الناس، ويُفقَد الأمن والعدل، وتكثر الفتن حتى يبات الحليم حيران ولا يعرف المقتول لمَ قُتل ولا القاتل لمَ قَتَل، ويتفاخر الناس بالفجور والابتعاد عن دين الله وتصبح المادة هي الهدف والغاية.
يظهر المهدي ليحمل راية الإسلام ويقود جيوش المسلمين لتخليص الناس من الظلم الذي يعيشون فيه ولتحقيق العدلِ بينهم؛ حيث تنتصر جيوش المسلمين ويفتحون بلاداً كثيرةً وتجتمع كلمة المسلمين حوله، إلا أنّ ذلك لا يدوم طويلاً حيث يظهر الأعور الدجّال ويعيق تقدّم الجيوش الإسلامية، ويتبعه أناسٌ كثرٌ لما يَملك من معجزات منحها الله له ليتبيّن المؤمنون من المنافقين.
إنّ ظهور الأعور الدجّال من علامات قيام الساعة الكبرى، وفي هذه الأثناء تظهر أقوام يأجوج ومأجوج؛ وهُم عبارةٌ عن أقوامٍ لا يفقهون ولا يعرفون إلا القتل والتدمير حتى ينزل النبي عيسى عليه السلام من السماء فيُصلّي خلف المهدي وينتصر جيوش المسلمين على الكفار، وهكذا يكون نزول النبي عيسى عليه السلام مخلّصاً للبشرية من الدجّال ويأجوج ومأجوج.
صفات المهديالمقالات المتعلقة بصفات المهدي عند أهل السنة