عِندما أنزل الله تعالى الوحي جِبريل عليه السلام إلى سيّدنا محمد صلى الله عليه وسلّم وهو في الغار يتعبّد أخافه، فنزل على زوجته السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها يرتجف فخففت ما به من خوفٍ، وبعد أن هدأ أخذته إلى ابن عمّها ورقة بن نوفل الذي كان يعلم بأمور الدين، فأخبره بأنّ الذي نَزَل عليه هو الناموس الأكبر الذي نزل على الأنبياء من قبله، وبأنّ هذه دعوة الله تعالى إلى عباده وحده دون الإشراك به، وقال له ورقة بن نوفل" ليتني أكون حياً إذ يخرجك قومك!! فقال صلى الله عليه وسلّم: أومخرجي هم؟ قال: نعم.. لم يأت نبي بمثل ما جئت به إلا أوذي"، ومن هنا عرف النبي بأنه سيخرج من مكّة ذات يومٍ بسبب أذى قريشٍ له.
بعد أنْ اشتدّ أذى قريشٍ للنبي صلى الله عليه وسلّم وأصحابه أذِن له الله تعالى بالهجرة إلى المدينة المنورة، وهاجر معه أصحابه من مكّة المكرمة وتركوا وراءهم أموالهم وبيوتهم تلبيةً لله تعالى ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلّم، ولقد استحقّ هؤلاء المهاجرين رضوان الله تعالى ومغفرة ذنوبهم ودخولهم الجنة التي أعدت لهم، قال الله تعالى: (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)، وقد كان أبو بكرٍ الصديق رضي الله عنه على رأس الذين هاجروا وكانت هجرته مع النبي صلى الله عليه وسلّم.
صفات المهاجريناتَصف المهاجرون الذين هاجروا مع النبي صلى الله عليه وسلّم بعدّة صفاتٍ جاء ذكر بعضها في القرآن الكريم، قال تعالى: (لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ)، ومن هذه الصفات:
المقالات المتعلقة بصفات المهاجرين